بتكلفة 50 مليون جنيه.. الحكومة المصرية تفتتح أولى مراحل تطوير منطقة العتبة التاريخية
في خطوة هامة ضمن المخطط الشامل لإعادة إحياء وتطوير المناطق التاريخية بالعاصمة، أعلنت الحكومة المصرية مؤخراً عن افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير منطقة العتبة، بتكلفة إجمالية بلغت 50 مليون جنيه مصري. يهدف هذا المشروع، الذي يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، إلى استعادة المظهر الحضاري والجمالي لقلب القاهرة الخديوية، مع معالجة المشكلات المتراكمة التي عانت منها المنطقة لعقود طويلة.

خلفية المشروع وأهميته التاريخية
تُعد منطقة العتبة واحدة من أقدم وأهم المراكز التجارية في القاهرة، حيث يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وتتميز بطرازها المعماري الفريد الذي يعكس حقبة القاهرة الخديوية. لكن على مر السنين، تحولت المنطقة إلى بؤرة للعشوائية والازدحام الشديد، وانتشرت بها ظاهرة الباعة الجائلين، فضلاً عن تهالك البنية التحتية وتدهور واجهات المباني الأثرية. وقد تفاقمت المشكلات مع تكرار حوادث الحرائق، وأبرزها الحريق الهائل الذي شب في منطقة الرويعي عام 2016، مما كشف عن الحاجة الماسة لتطوير شامل يراعي معايير السلامة والأمان ويحافظ على التراث المعماري للمنطقة.
تفاصيل المرحلة الأولى من التطوير
شملت المرحلة الأولى من المشروع، التي أشرفت على تنفيذها محافظة القاهرة بالتعاون مع عدة جهات حكومية، مجموعة من التدخلات العاجلة والمحورية التي غيرت من ملامح المنطقة بشكل كبير. تركزت الأعمال على عدة جوانب أساسية لضمان تحقيق تطوير متكامل:
- تطوير البنية التحتية: تم تحديث شبكات المرافق الأساسية بالكامل، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، لرفع كفاءتها وقدرتها على استيعاب الكثافة السكانية والتجارية العالية في المنطقة.
- أنظمة مكافحة الحرائق: إدراكاً لخطورة حوادث الحرائق السابقة، تم تركيب نظام إطفاء حريق حديث ومتطور يغطي المباني والأسواق المحيطة بميدان العتبة، لضمان سرعة الاستجابة والحد من الخسائر المحتملة في المستقبل.
- ترميم الواجهات المعمارية: خضعت واجهات المباني التاريخية المطلة على الميدان، مثل مباني تيرنج وعمر أفندي والمسرح القومي، لعمليات ترميم دقيقة لإعادة رونقها الأصلي وتوحيد ألوانها بما يتناسب مع الطابع التاريخي للقاهرة الخديوية.
- تنظيم حركة المرور والمشاة: أُعيد تخطيط الميدان لتسهيل حركة المرور والحد من الاختناقات، كما تم رصف وتوسعة ممرات المشاة وتزويد المنطقة بإضاءة جمالية تبرز قيمتها التاريخية ليلاً.
الأثر المتوقع والخطط المستقبلية
يمثل افتتاح هذه المرحلة بداية لمشروع أوسع يهدف إلى تطوير القاهرة التاريخية بأكملها. تسعى الحكومة من خلال هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أهمها الحفاظ على الهوية الثقافية للعاصمة، وتعزيز الأمن والسلامة للمواطنين والتجار، وتحسين جودة الحياة في هذه المناطق الحيوية. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في تنشيط الحركة التجارية بشكل منظم، بالإضافة إلى تعزيز الجاذبية السياحية لمنطقة وسط البلد كوجهة تاريخية وثقافية فريدة. وقد أكد المسؤولون أن العمل سيتواصل في مراحل تالية لتشمل مناطق أخرى مجاورة ضمن نفس الرؤية التطويرية، بهدف استعادة القاهرة لدورها كواحدة من أجمل العواصم في العالم.





