تفاصيل إنقاذ سائحة إسبانية أُصيبت داخل هرم سنفرو بمصر

في استجابة سريعة لحالة طارئة ومعقدة، أعلنت السلطات الصحية المصرية، يوم الإثنين 30 أكتوبر 2023، عن نجاحها في إنقاذ سائحة إسبانية تعرضت لحادث سقوط داخل هرم سنفرو المنحني في منطقة دهشور الأثرية بمحافظة الجيزة. وقد تطلبت العملية، التي استغرقت عدة ساعات، جهودًا مكثفة وتجهيزات خاصة نظرًا للطبيعة الفريدة والممرات الضيقة والصعبة داخل الهرم.

تفاصيل الحادث

بدأت الواقعة عندما كانت السائحة، التي تُقدر في الثلاثينيات من عمرها، تقوم بجولة سياحية داخل هرم سنفرو، وهو أحد أهم المعالم الأثرية في منطقة دهشور. وأثناء وجودها في أحد الممرات الداخلية المنحدرة، انزلقت قدمها وسقطت، مما أدى إلى إصابتها إصابة بالغة. أشارت التقارير الأولية إلى الاشتباه في تعرضها لكسر في منطقة الحوض أو إحدى فقرات العمود الفقري، وهو ما استدعى عدم تحريكها وطلب المساعدة الطبية المتخصصة على الفور.

شكلت طبيعة المكان تحديًا كبيرًا، حيث تُعرف الممرات الداخلية للأهرامات بضيقها الشديد وانحدارها، مما يجعل عمليات الإخلاء التقليدية باستخدام النقالات العادية أمرًا مستحيلًا وخطيرًا على المصاب.

عملية الإنقاذ المعقدة

فور تلقي غرفة عمليات هيئة الإسعاف المصرية البلاغ، تم تقييم الموقف على أنه حالة حرجة تتطلب تدخلًا غير اعتيادي. وتحت إشراف مباشر من الدكتور عمرو جميل، رئيس هيئة الإسعاف، تم إرسال فريق من المسعفين المدربين على التعامل مع الحوادث في الأماكن الصعبة والوعرة.

اعتمدت خطة الإنقاذ على عدة محاور أساسية لضمان سلامة السائحة:

استخدام معدات متخصصة: تم تجهيز الفريق بـ "نقالة مغرفية" أو "نقالة فراغية"، وهي نوع من النقالات الحديثة التي تسمح بتثبيت جسم المصاب بالكامل ومنع حركته، وفي نفس الوقت تتمتع بالمرونة الكافية للمناورة بها في الممرات الضيقة والزوايا الصعبة.
فريق مدرب: تكون الفريق من مسعفين يتمتعون بلياقة بدنية عالية وخبرة في التعامل مع مثل هذه المواقف، حيث تطلب الأمر حمل السائحة بحذر شديد وصعود السلالم والممرات المنحدرة لمسافة طويلة داخل الهرم.
تنسيق عالي المستوى: استمرت عملية الإنقاذ لما يقرب من أربع ساعات، تخللها تواصل مستمر بين الفريق الميداني وغرفة العمليات المركزية، مع متابعة شخصية من وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، الذي كان يتابع تطورات الموقف لحظة بلحظة.

نجح الفريق في النهاية في إخراج السائحة المصابة من عمق الهرم إلى خارجه بأمان، حيث كانت سيارة إسعاف مجهزة بالكامل في انتظارها عند مدخل الموقع الأثري.

الاستجابة الطبية والمتابعة

بعد إخراجها من الهرم، تم نقل السائحة على الفور إلى مستشفى الهرم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وأفادت وزارة الصحة بأن حالتها كانت مستقرة عند وصولها إلى المستشفى، حيث خضعت للفحوصات والأشعة التشخيصية لتحديد طبيعة الإصابة بدقة ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

أهمية الواقعة

تكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة لأنها تسلط الضوء على قدرة وكفاءة أجهزة الطوارئ المصرية، ممثلة في هيئة الإسعاف، على التعامل مع حوادث غير متوقعة في أماكن ذات طبيعة خاصة مثل المواقع الأثرية. كما تعكس هذه الاستجابة السريعة والاحترافية اهتمام الدولة المصرية بسلامة وأمن السياح، الأمر الذي يُعد ركيزة أساسية لدعم قطاع السياحة الحيوي في البلاد. وقد لاقت عملية الإنقاذ إشادة واسعة، حيث أظهرت التنسيق الفعال والجاهزية العالية للفرق الطبية المصرية في مواجهة أصعب الظروف.