إنقاذ سائحة إسبانية أصيبت داخل هرم سنفرو في دهشور بعملية معقدة
في واقعة سلطت الضوء على كفاءة فرق الطوارئ المصرية، نجحت هيئة الإسعاف المصرية في تنفيذ عملية إنقاذ دقيقة لسائحة إسبانية تعرضت لإصابة أثناء زيارتها لهرم سنفرو المنحني في منطقة دهشور الأثرية. وقد وقع الحادث أواخر شهر أكتوبر من عام 2023، حين كانت السائحة تستكشف الممرات الداخلية الضيقة للهرم، مما استدعى تدخلًا فوريًا في ظروف بالغة الصعوبة.

تفاصيل الحادث وعملية الإنقاذ
بدأت الأحداث عندما تعرضت السائحة، التي تم تعريفها لاحقًا باسم نوريا تازون، لحادث سقوط داخل أحد الممرات الهابطة بالهرم، مما أدى إلى إصابتها بكسر محتمل في الساق. نظرًا للطبيعة المعمارية الفريدة لهرم سنفرو، الذي يتميز بممراته شديدة الانحدار والضيق، شكل إخراجها تحديًا لوجستيًا كبيرًا. يبلغ طول الممر الذي حُبست فيه حوالي 65 مترًا، بعرض لا يسمح بحركة المعدات الطبية التقليدية بسهولة.
فور تلقي البلاغ، توجه فريق متخصص من هيئة الإسعاف المصرية إلى الموقع. وقام المسعفون بتقييم الوضع سريعًا، حيث أدركوا أن عملية الإخراج تتطلب تقنيات خاصة. باستخدام نقالة طبية مخصصة وفريق عمل مدرب على التعامل مع الأماكن المغلقة والضيقة، بدأ رجال الإسعاف مهمتهم التي استغرقت قرابة الساعتين. تطلبت العملية تنسيقًا عاليًا ودقة متناهية لضمان عدم تفاقم إصابة السائحة أثناء سحبها عبر الممر الصاعد نحو المخرج.
استجابة السلطات والمتابعة الطبية
حظيت عملية الإنقاذ باهتمام مباشر من وزارة الصحة والسكان المصرية، التي أشادت بجهود فريق الإسعاف. وأصدرت الوزارة بيانًا رسميًا مرفقًا بصور توثق المراحل المختلفة للإنقاذ، بدءًا من الوصول إلى السائحة داخل الهرم، وتثبيت ساقها المصابة، وصولًا إلى إخراجها بأمان. وأكدت الوزارة أن هذه العملية تعكس جاهزية المنظومة الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة في مختلف المواقع، بما في ذلك المناطق الأثرية ذات الطبيعة الخاصة.
عقب إخراجها بنجاح من الهرم، تم تقديم الإسعافات الأولية اللازمة للسائحة في الموقع، قبل نقلها بسيارة إسعاف مجهزة إلى أحد المستشفيات القريبة بمحافظة الجيزة لتلقي الرعاية الطبية الكاملة وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد طبيعة الإصابة بدقة ووضع خطة العلاج المناسبة.
الأهمية والسياق
تكتسب هذه الحادثة أهميتها من كونها لا تمثل مجرد عملية إنقاذ فردية، بل هي دليل عملي على قدرة البنية التحتية للطوارئ في مصر على حماية السياح، الذين يمثلون عصبًا حيويًا للاقتصاد الوطني. كما أنها تسلط الضوء على عدة جوانب مهمة:
- السلامة في المواقع الأثرية: تؤكد الواقعة على ضرورة توفير أعلى معايير السلامة والتأهب للحالات الطارئة في المواقع الأثرية التي يقصدها ملايين الزوار سنويًا، خاصة تلك التي تتطلب مجهودًا بدنيًا لاستكشافها.
- كفاءة الكوادر المصرية: أظهرت العملية الاحترافية العالية التي يتمتع بها المسعفون المصريون وقدرتهم على إدارة الأزمات في ظروف غير تقليدية ومعقدة.
- صورة مصر كوجهة سياحية: يساهم نجاح مثل هذه العمليات في تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية آمنة تهتم بسلامة زائريها، وهو ما يعد رسالة طمأنة إيجابية للمجتمع الدولي.
يُعد هرم سنفرو المنحني في دهشور أحد أبرز المعالم الأثرية في مصر، ويمثل حلقة وصل مهمة في تطور بناء الأهرامات. إلا أن استكشافه من الداخل يتطلب لياقة بدنية وحذرًا شديدًا، وهو ما يجعل الاستعداد لأي طارئ أمرًا حتميًا لضمان تجربة سياحية آمنة وممتعة للجميع.





