باريس سان جيرمان يتفادى الهزيمة بتعادل متأخر ومثير أمام ستراسبورغ

في مواجهة دراماتيكية أقيمت يوم 29 أبريل 2022، خرج فريق باريس سان جيرمان، الذي كان قد حسم لقب الدوري الفرنسي لصالحه، بنقطة تعادل بعد مباراة مثيرة انتهت بنتيجة 3-3 مع مضيفه ستراسبورغ. شهد اللقاء، الذي جرى على ملعب "دي لا مينو" ضمن الجولة الخامسة والثلاثين من البطولة، عودة مذهلة من أصحاب الأرض الذين سجلوا هدفين في الدقائق الأخيرة ليحرموا بطل الدوري من تحقيق الفوز.

تفاصيل المباراة وأحداثها المثيرة

بدأت المباراة بقوة من جانب فريق ستراسبورغ، الذي كان يسعى لحجز مقعد أوروبي، حيث تمكن المهاجم المخضرم كيفن غاميرو من افتتاح التسجيل مبكراً في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء، مستغلاً خطأً دفاعياً ليهز شباك فريقه السابق. على الرغم من سيطرة سان جيرمان النسبية على الكرة، إلا أن الشوط الأول انتهى بتقدم أصحاب الأرض بهدف نظيف.

في الشوط الثاني، تغيرت المعطيات بفضل تألق النجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي أدرك التعادل لفريقه في الدقيقة 23. لم يكتف سان جيرمان بذلك، بل فرض سيطرته وتمكن من قلب النتيجة لصالحه بهدفين متتاليين. سجل الهدف الثاني الظهير المغربي أشرف حكيمي في الدقيقة 64، قبل أن يعود مبابي ويضيف الهدف الثالث له ولفريقه في الدقيقة 68، لتبدو المباراة في طريقها لفوز سهل للضيوف.

لكن ستراسبورغ لم يستسلم، وشهدت الدقائق الأخيرة من المباراة عودة غير متوقعة. ففي الدقيقة 75، سجل لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي هدفاً عكسياً في مرماه قلص به الفارق لأصحاب الأرض. ومع دخول المباراة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، أطلق اللاعب أنتوني كاسي تسديدة صاروخية رائعة في الدقيقة 90+2، سكنت شباك الحارس جيانلويجي دوناروما، معلنةً عن هدف التعادل القاتل الذي أشعل مدرجات الملعب.

سياق المواجهة وأهميتها للفريقين

دخل باريس سان جيرمان المباراة بأعصاب هادئة بعد أن ضمن رسمياً الفوز بلقب الدوري الفرنسي للمرة العاشرة في تاريخه قبل هذه الجولة. كانت المباراة بالنسبة للمدرب ماوريسيو بوتشيتينو ولاعبيه فرصة لتأكيد تفوقهم. على الجانب الآخر، كانت المباراة تحمل أهمية قصوى لفريق ستراسبورغ بقيادة مدربه جوليان ستيفان، حيث كان الفريق ينافس بقوة على المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية، وكانت كل نقطة تمثل فارقاً كبيراً في صراعهم مع الفرق الأخرى.

تأثير النتيجة وانعكاساتها

أعطت نقطة التعادل دفعة معنوية هائلة لفريق ستراسبورغ، حيث أبقت على حظوظهم قوية في المنافسة على المراكز الأوروبية حتى الجولات الأخيرة من الموسم. واعتُبرت النتيجة بمثابة انتصار للفريق نظراً لسيناريو المباراة وعودتهم المتأخرة أمام بطل الدوري. أما بالنسبة لباريس سان جيرمان، فرغم أن النتيجة لم تؤثر على تتويجهم، إلا أنها كشفت عن بعض التراخي الدفاعي وفقدان التركيز بعد حسم اللقب، وهو ما أثار بعض التساؤلات حول أداء الفريق في نهاية ذلك الموسم.