مهرجان الفيوم الدولي: عرض فيلم 'مال قارون' وندوة حول دور الفن في تعزيز العمل الأهلي

ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، استضاف المهرجان مؤخراً حدثاً بارزاً جمع بين عرض سينمائي متميز وندوة حوارية معمقة. وقد ركز هذا الحدث على استكشاف العلاقة بين الفن والعمل الأهلي، مع تسليط الضوء بشكل خاص على توظيف الأدوات الفنية في خدمة قضايا المناخ الملحة. يعكس هذا التوجه حرص المهرجان على دمج الثقافة والإبداع في الجهود المجتمعية لتحقيق تأثير مستدام.

عن فيلم 'مال قارون'

شهد المهرجان عرض فيلم 'مال قارون'، وهو عمل سينمائي اختير بعناية لمواكبة أهداف المهرجان ورسالته. يتناول الفيلم، الذي حظي باهتمام الحضور، قضايا مجتمعية واقتصادية معاصرة من منظور نقدي، حيث يستعرض تداعيات السعي وراء الثروة وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات والبيئة المحيطة. يعكس اختيار هذا الفيلم رؤية المهرجان في استخدام السينما كمرآة تعكس الواقع وتثير التساؤلات حول القيم والسلوكيات الإنسانية وعلاقتها بالموارد الطبيعية.

الندوة حول توظيف الفن في العمل الأهلي لدعم العمل المناخي

عقب عرض الفيلم، أقيمت ندوة حوارية تحت عنوان "توظيف الفن في العمل الأهلي"، ركزت بشكل أساسي على كيفية استغلال مختلف أشكال الفنون لدعم قضايا المناخ. ناقش الخبراء والمتخصصون خلال الندوة الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الفن في:

التوعية البيئية: قدرة الفن على تبسيط المفاهيم البيئية المعقدة وإيصال رسائلها للجمهور بطرق مؤثرة وجذابة.
تحفيز العمل المجتمعي: دور التعبيرات الفنية في إلهام الأفراد والمجتمعات للمشاركة بفعالية في المبادرات البيئية والمناخية.
تغيير السلوك: كيفية مساهمة الأعمال الفنية في تغيير أنماط التفكير والسلوكيات اليومية نحو ممارسات أكثر استدامة.
دعم المنظمات الأهلية: تقديم رؤى واستراتيجيات للمنظمات غير الحكومية لدمج الفن في حملاتها ومشاريعها المتعلقة بالبيئة والمناخ.

أكد المتحدثون على أن الفن بمختلف أشكاله، سواء كان سينما، مسرحاً، فنوناً تشكيلية، أو موسيقى، يمتلك قوة فريدة في كسر حواجز اللامبالاة وخلق وعي عميق بالقضايا البيئية، مما يجعله أداة لا غنى عنها في جهود العمل الأهلي لمواجهة التحديات المناخية.

مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة: رسالة وأهداف

يُعد مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة منصة ثقافية وفنية مهمة تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والتبادل الثقافي من خلال الفنون المتنوعة. في دورته الثانية، يسعى المهرجان إلى:

تشجيع إنتاج وعرض الأعمال الفنية التي تتناول قضايا البيئة والاستدامة.
خلق حوار بناء بين الفنانين والجمهور والخبراء حول التحديات البيئية.
تحفيز المبادرات المجتمعية التي تستخدم الفن كأداة للتغيير الإيجابي.
إبراز محافظة الفيوم كمركز ثقافي وفني يهتم بالقضايا العالمية.

يستمر المهرجان في تقديم فعاليات متنوعة تشمل عروض أفلام، ورش عمل، ندوات، ومعارض فنية، كلها تصب في خدمة رسالته الأساسية.

الأهمية والتأثير

تكمن أهمية هذا الحدث، الذي أقيم في الأيام القليلة الماضية، في كونه يجسد تقاطع الفن بالمسؤولية المجتمعية. فمن خلال دمج العروض السينمائية الهادفة مع النقاشات المتخصصة حول توظيف الفن في العمل الأهلي، يساهم المهرجان في خلق فهم أعمق للقضايا البيئية والمناخية، ويقدم حلولاً مبتكرة لتفعيل دور الفرد والمجتمع في مواجهتها. هذا التفاعل بين الإبداع والعمل المجتمعي لا يثري المشهد الثقافي فحسب، بل يعزز أيضاً قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات البيئية والتصدي لها بشكل فعال ومستدام.