المؤتمر العربي الآسيوي للتكنولوجيا الحيوية ينطلق بمكتبة الإسكندرية الأربعاء

تستعد مكتبة الإسكندرية لاستضافة الدورة السنوية للمؤتمر العربي الآسيوي للتكنولوجيا الحيوية، والمقرر انعقاده يومي الخامس والسادس من نوفمبر لعام 2025. يُنظم هذا الحدث العلمي البارز بالتعاون مع الجمعية العربية للهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي التابعة للمركز القومي للبحوث. يبدأ المؤتمر فعالياته في تمام الساعة التاسعة صباحًا بقاعة المحاضرات بمركز المؤتمرات داخل مكتبة الإسكندرية، ويُعقد هذا العام تحت شعار محوري هو "التكنولوجيا الحيوية الصحراوية واستدامة الحياة في المناطق القاحلة".

يأتي اختيار هذا المحور ليُسلط الضوء على التحديات البيئية والمناخية المتزايدة التي تواجهها المناطق القاحلة وشبه القاحلة حول العالم، وخاصة في الحزام العربي الآسيوي. تُقدم التكنولوجيا الحيوية حلولاً واعدة لمواجهة نقص المياه، تدهور الأراضي، انعدام الأمن الغذائي، والحاجة الملحة لتطوير أنظمة زراعية مستدامة قادرة على التكيف مع الظروف القاسية. يهدف المؤتمر إلى جمع نخبة من العلماء والباحثين وصناع القرار لتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال الحيوي.

أهمية التكنولوجيا الحيوية للمناطق القاحلة

تعتبر المناطق الصحراوية والقاحلة بيئات ذات تحديات فريدة، تتطلب حلولاً مبتكرة لضمان استمرارية الحياة وتنميتها. هنا يأتي دور التكنولوجيا الحيوية الصحراوية، التي تركز على استغلال الكائنات الحية الدقيقة، النباتات، والحيوانات المتكيفة مع هذه الظروف القاسية، بالإضافة إلى تطوير تقنيات حيوية جديدة. تشمل هذه التقنيات تطوير سلالات نباتية مقاومة للجفاف والملوحة، استخدام الكائنات الدقيقة لتحسين خصوبة التربة، معالجة المياه، وإنتاج مركبات حيوية ذات قيمة اقتصادية وبيئية.

يسعى المؤتمر إلى استكشاف كيف يمكن للتكنولوجيا الحيوية أن تساهم بفعالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما تلك المتعلقة بالزراعة المستدامة، الأمن المائي، والتصدي للتغيرات المناخية. من خلال التركيز على البيئة الصحراوية، يُمكن للمشاركين تحديد آليات مبتكرة لتحويل التحديات إلى فرص، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والابتكار في هذا القطاع.

المشاركون والمحاور الرئيسية

من المتوقع أن يشارك في المؤتمر العربي الآسيوي للتكنولوجيا الحيوية عدد كبير من الخبراء والأكاديميين والباحثين من مختلف الدول العربية والآسيوية، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات الحكومية، المنظمات الدولية، والقطاع الخاص. تهدف هذه المشاركة المتنوعة إلى إثراء النقاش وتقديم منظورات متعددة حول قضايا التكنولوجيا الحيوية في المناطق القاحلة.

ستتناول الجلسات النقاشية وورش العمل مجموعة واسعة من المحاور الرئيسية، والتي من المتوقع أن تشمل ما يلي:

تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف والملوحة باستخدام الهندسة الوراثية والتربية الجزيئية.
استخدام التكنولوجيا الحيوية في معالجة المياه وتحلية المياه الجوفية والمالحة.
الاستكشاف الحيوي للكائنات الدقيقة والنباتات الصحراوية لإنتاج مركبات حيوية جديدة.
دور التكنولوجيا الحيوية في استصلاح الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر.
تطبيقات التكنولوجيا الحيوية في إدارة الموارد الحيوانية وتحسين إنتاجيتها في البيئات القاحلة.
الأطر التشريعية والتنظيمية لدعم الابتكار في التكنولوجيا الحيوية الصحراوية.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية لتبني التكنولوجيا الحيوية في المناطق النامية.

دور مكتبة الإسكندرية والتعاون العلمي

لطالما كانت مكتبة الإسكندرية مركزًا للإشعاع الثقافي والعلمي، وتؤكد استضافتها لهذا المؤتمر التزامها بدعم البحث العلمي وتعزيز التعاون الدولي. تُشكل هذه الاستضافة فرصة لتعزيز دور المكتبة كمنصة للحوار العلمي وتبادل المعرفة بين الباحثين من مختلف الخلفيات الجغرافية والثقافية.

يُبرز التعاون بين مكتبة الإسكندرية والجمعية العربية للهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي والمركز القومي للبحوث، أهمية الشراكات الاستراتيجية في دفع عجلة التقدم العلمي. هذه الشراكات ضرورية لتوفير الدعم اللوجستي والمعرفي اللازم لتنظيم فعاليات بهذا الحجم والأهمية، مما يضمن تحقيق أقصى استفادة من النقاشات وتقديم حلول عملية ومستدامة للتحديات الراهنة.

يُمثل المؤتمر العربي الآسيوي للتكنولوجيا الحيوية لعام 2025 فرصة حاسمة للمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر استدامة للمناطق القاحلة، من خلال تسخير قوة الابتكار العلمي والتكنولوجي. تُعقد الآمال على أن تُثمر فعاليات المؤتمر عن توصيات قابلة للتطبيق، ومبادرات تعاونية جديدة تُسهم في تعزيز الأمن الغذائي والمائي وتحسين جودة الحياة في هذه المناطق الحيوية.