انطلاق منتدى الإسكندرية والبحر المتوسط الثقافي في مكتبة الإسكندرية
تستعد مكتبة الإسكندرية لاستضافة فعاليات «منتدى الإسكندرية والبحر المتوسط الثقافي» تحت شعار «روابط المتوسط التي تجمعنا»، والمقرر عقده في الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر 2025. يُقام المنتدى بمركز المؤتمرات وساحة الحضارات التابعة للمكتبة، ويأتي هذا التجمع الثقافي ليعزز الحوار والتفاهم المتبادل بين شعوب ودول حوض البحر المتوسط، مؤكدًا على الدور المحوري للثقافة في بناء الجسور وتوطيد العلاقات الإنسانية والتاريخية التي تمتد لآلاف السنين.

أهداف المنتدى ومحاوره الرئيسية
يهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على الروابط التاريخية والحضارية العميقة التي تجمع دول المتوسط، مع استكشاف سبل تعزيز التعاون الثقافي الفعال في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه المنطقة. تتضمن الأهداف الرئيسية للمنتدى ما يلي:
- تعزيز الحوار الثقافي والفني المستدام بين المجتمعات المتوسطية، وكسر الحواجز النمطية.
- تبادل الخبرات والمعارف المبتكرة في مجال حفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي وصونه من التحديات البيئية والبشرية.
- بحث دور الفنون والآداب، بما في ذلك السينما والمسرح، في تشكيل الهوية المتوسطية المشتركة ونقلها للأجيال القادمة.
- مناقشة استراتيجيات فعالة لدعم الشباب في المبادرات الثقافية والفنية، وتشجيعهم على الانخراط في المشهد الثقافي الإقليمي.
- تفعيل الدبلوماسية الثقافية كأداة قوية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي في المنطقة.
من المتوقع أن تشمل المحاور الرئيسية للمناقشات قضايا حيوية مثل الرقمنة والتراث الثقافي في العصر الحديث، تأثير التغيرات المناخية على المواقع الأثرية الساحلية، ودور المؤسسات الثقافية في تعزيز الاندماج الاجتماعي ومواجهة التحديات المرتبطة بالهجرة والتنوع الثقافي. سيتم التركيز على خلق منصات لتبادل الأفكار والمشاريع التي يمكن أن تسهم في بناء مستقبل ثقافي مشترك ومزدهر للمتوسط.
أهمية المنتدى ودور الإسكندرية التاريخي
تكتسب أهمية هذا المنتدى بعدًا خاصًا من موقعه في مدينة الإسكندرية العريقة، التي لطالما كانت ولا تزال منارة للثقافة ونقطة التقاء للحضارات ومركزًا للتنوع الفكري والفني على مر العصور. فالمكتبة نفسها تعد امتدادًا حيًا لذلك الإرث الثقافي الغني، مما يجعلها المكان الأمثل لاستضافة حوار يرمي إلى توحيد الجهود الثقافية في المنطقة. يأتي المنتدى في وقت حاسم تتزايد فيه الحاجة إلى التفاهم المتبادل، والتعاون الإقليمي الشامل، حيث يُنظر إلى الثقافة كقوة دافعة للسلام، والتنمية الشاملة، وبناء مستقبل مشترك يتسم بالاحترام المتبادل والازدهار. تعزز هذه المدينة دورها كجسر للتواصل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب المتوسطي.
الفعاليات المقترحة والمشاركون
على مدار الأيام الثلاثة، سيشهد المنتدى برنامجًا غنيًا ومتنوعًا يجمع بين الفكر والإبداع. سيشمل البرنامج جلسات عامة افتتاحية وختامية، وورش عمل متخصصة تركز على مهارات معينة، وحلقات نقاش تفاعلية يشارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين المرموقين، والفنانين المعاصرين، وصناع السياسات الثقافية من مختلف دول حوض المتوسط. ستغطي هذه الفعاليات مجموعة واسعة من المواضيع، بدءًا من الفنون التشكيلية والموسيقى، وصولاً إلى الأدب والشعر، ومناقشة التحديات المعاصرة التي تواجه الثقافات المتوسطية في ظل العولمة والتغيرات الاجتماعية. كما قد يتضمن البرنامج عروضًا فنية حية، ومعارض مصاحبة للفنون والحرف اليدوية، وعروض أفلام وثائقية تسلط الضوء على التنوع الثقافي الفريد للمنطقة وجمالها الطبيعي.
التطلعات والآثار المتوقعة
يتطلع المنظمون والجهات المشاركة إلى أن يخرج المنتدى بتوصيات عملية قابلة للتطبيق، تسهم في إطلاق مبادرات ومشاريع ثقافية جديدة ومبتكرة تعزز التعاون الإقليمي على المدى الطويل. كما يُؤمل أن يفتح المنتدى آفاقًا واسعة لشراكات جديدة بين المؤسسات الثقافية، والجامعات، ومراكز الأبحاث، والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء المتوسط. يسعى المنتدى إلى ترسيخ مكانة الإسكندرية كمركز رائد للحوار الثقافي المتوسطي، ومساهم فعال في صياغة رؤية مستقبلية للثقافة في المنطقة، مما يضمن استمرارية الروابط الثقافية وتطورها لصالح الأجيال القادمة، وتعزيز التفاهم المشترك كركيزة أساسية للتعايش السلمي.




