أزمة المصارع محمد كيشو: اتهامات للمسؤولين وقرار بتمثيل دولة أخرى
أثارت التصريحات التي أطلقها بطل المصارعة المصري محمد إبراهيم "كيشو"، الحائز على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو 2020، في أواخر عام 2023، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية. أعلن كيشو عن نيته عدم تمثيل مصر في المحافل الدولية مستقبلاً والبحث عن فرصة للعب باسم دولة أخرى، مشيراً إلى ما وصفه بـ "أزمة ثقة" مع المسؤولين وعدم الوفاء بالوعود المتكررة.

خلفية الأزمة وتصريحات اللاعب
عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح محمد كيشو أن قراره لا يتعلق بمشكلة مع وطنه مصر، الذي يكن له كل الحب والاحترام، بل ينبع من شعوره بالإحباط تجاه تعامل المسؤولين في الاتحاد المصري للمصارعة. وأشار إلى أنه لم يعد قادراً على انتظار وعود لا يتم تنفيذها، مما يؤثر سلباً على مسيرته الرياضية واستعداداته للبطولات الكبرى، خاصة مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية.
تركزت شكاوى كيشو، بحسب تقارير إعلامية متعددة، حول عدة نقاط أساسية، أبرزها:
- مستحقات مالية متأخرة: عدم حصوله على كامل المكافآت المالية التي وُعد بها نظير إنجازاته السابقة، بما في ذلك ميداليته الأولمبية.
- نقص الدعم الفني واللوجستي: شكا اللاعب من غياب خطة إعداد واضحة ومعسكرات تدريبية على مستوى عالٍ تليق ببطل أولمبي يستعد للمنافسة عالمياً.
- التجاهل الإداري: شعور اللاعب بعدم التقدير الكافي من قبل القائمين على اللعبة، مما أثر على حالته المعنوية ودفعه إلى التفكير في البحث عن بيئة رياضية أكثر احترافية ودعماً.
ردود الفعل الرسمية وتطورات الموقف
أحدثت تصريحات كيشو استجابة سريعة من الجهات المسؤولة. تدخلت وزارة الشباب والرياضة المصرية بشكل مباشر لاحتواء الأزمة، حيث عقد الوزير الدكتور أشرف صبحي اجتماعاً عاجلاً مع اللاعب ورئيس الاتحاد المصري للمصارعة لبحث المشكلة وإيجاد حلول فورية.
خلال الاجتماع، استمع الوزير إلى شكاوى اللاعب بالتفصيل وتعهد بحل جميع المشكلات التي تواجهه، سواء المتعلقة بالمستحقات المالية أو ببرنامج الإعداد الخاص به. وأكدت الوزارة في بيانات لاحقة على دعمها الكامل لجميع الأبطال الرياضيين وتوفير كل ما يلزم لضمان استمرارهم في تحقيق الإنجازات ورفع اسم مصر عالياً.
من جانبه، أصدر الاتحاد المصري للمصارعة بياناً أكد فيه تقديره الكامل للبطل محمد كيشو، مشيراً إلى أن ما حدث كان نتيجة سوء تفاهم، وأنه يعمل بالتنسيق مع الوزارة على تلبية كافة متطلباته لضمان تركيزه الكامل في التدريبات والبطولات القادمة.
الأهمية والسياق الأوسع
تكتسب أزمة كيشو أهمية خاصة كونها تسلط الضوء على تحديات متكررة تواجه الرياضيين البارزين في مصر وبعض الدول الأخرى، والتي تتعلق بالدعم المادي والإداري. فقرار لاعب بحجم كيشو، وهو أحد أبرز نجوم الرياضة المصرية، بالتلويح بتمثيل دولة أخرى يمثل جرس إنذار للمنظومة الرياضية حول ضرورة توفير رعاية مستدامة للأبطال وعدم الاكتفاء بالاحتفاء بهم بعد تحقيق الإنجازات فقط.
تأتي هذه الواقعة في سياق ظاهرة "هجرة المواهب الرياضية" التي شهدتها الرياضة المصرية في السنوات الأخيرة في ألعاب مختلفة. وبعد التدخل الوزاري، تراجع كيشو عن قراره بشكل مؤقت، معلناً منحه فرصة جديدة للمسؤولين للوفاء بوعودهم، ومؤكداً استمراره في تمثيل مصر، وهو ما أعاد الهدوء إلى الشارع الرياضي، لكنه ترك القضية مفتوحة على أهمية تطوير آليات دعم ورعاية الرياضيين بشكل مؤسسي ومستدام.





