أوبرا دمنهور تحتفي بعيد الطفولة بفقرات موسيقية بالبيانو ومشاهد باليه
ضمن سلسلة فعالياتها المستمرة للاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية والثقافية، أقامت دار الأوبرا المصرية، تحت رئاسة الدكتور علاء عبد السلام، أمسية فنية خاصة في أوبرا دمنهور. تأتي هذه الفعالية في إطار احتفالات عيد الطفولة، وهي جزء لا يتجزأ من خطة وزارة الثقافة الهادفة إلى تنمية الوعي الفني والثقافي لدى الأجيال الجديدة. وقد شهد المسرح فقرات موسيقية متنوعة قدمها دارسو مركز تنمية المواهب، شملت مؤلفات كلاسيكية للبيانو من التراثين العربي والغربي، بالإضافة إلى عروض باليه جذابة.

خلفية الاحتفال وأهدافه الثقافية
تولي وزارة الثقافة المصرية أهمية قصوى للاحتفالات الخاصة بالأطفال، إيماناً منها بدور الفن في تشكيل وجدانهم وتنمية قدراتهم الإبداعية. إن تنظيم مثل هذه الفعاليات في مناسبات مثل عيد الطفولة يهدف إلى توفير منصة للأطفال لاكتشاف مواهبهم وعرضها أمام الجمهور، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على الاستمرار في مسيرتهم الفنية. كما تساهم هذه الأمسيات في إثراء المشهد الثقافي وتوسيع قاعدة الجمهور المهتم بالفنون الراقية.
تعد دار الأوبرا المصرية، بكافة فروعها ومنها أوبرا دمنهور، منارة ثقافية رئيسية في البلاد، تعمل باستمرار على تقديم برامج فنية وتعليمية متنوعة. ويشرف على مركز تنمية المواهب في الأوبرا فريق متخصص لضمان جودة التعليم الفني المقدم للطلبة الصغار. هذه الأمسية، التي أقيمت مساء الأربعاء الموافق 5 نوفمبر، كانت خير دليل على التزام الأوبرا برسالتها التنويرية.
مركز تنمية المواهب ودوره المحوري
يعد مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية ركيزة أساسية في اكتشاف ورعاية المواهب الفنية الناشئة. يقدم المركز برامج تدريبية متخصصة في مجالات متعددة مثل الغناء، العزف على الآلات الموسيقية، والباليه، بإشراف نخبة من الأساتذة والفنانين. تحت قيادة الدكتورة هدى حسني، يلعب المركز دورًا حيويًا في صقل قدرات الدارسين وتأهيلهم لتقديم عروض احترافية. الأمسية الفنية التي شهدتها أوبرا دمنهور هي إحدى الثمار المباشرة لجهود المركز، حيث أتيحت الفرصة لعدد من الدارسين لعرض مهاراتهم في العزف على البيانو وأداء رقصات الباليه أمام حضور جماهيري.
- أهداف المركز:
- اكتشاف ورعاية المواهب الفنية لدى الأطفال والشباب.
- توفير بيئة تعليمية محفزة لتنمية المهارات الموسيقية والراقصة.
- إعداد جيل جديد من الفنانين القادرين على إثراء الساحة الفنية المصرية.
- المساهمة في نشر الوعي الثقافي والفني في المجتمع.
تفاصيل الأمسية الفنية
على مسرح أوبرا دمنهور، استمتع الجمهور ببرنامج فني غني ومتنوع. تضمن الحفل فقرات عزف منفرد على البيانو، قدمها الدارسون ببراعة، عاكسةً تدريبهم المكثف وشغفهم بالموسيقى. تراوحت المؤلفات بين الأعمال الكلاسيكية العربية التي تميزت بألحانها الشرقية الأصيلة، وبين المقطوعات الغربية الشهيرة التي أظهرت التنوع في المناهج التعليمية بالمركز. وإلى جانب الموسيقى، قدم الأطفال الدارسون بالمركز مشاهد من الباليه، تجسدت فيها الرشاقة والتعبير الفني، مما أضفى لمسة جمالية وبصرية رائعة على الأمسية.
لم تقتصر الاحتفالات على أوبرا دمنهور فحسب، بل شملت أيضًا عروضًا مماثلة في أوبرا الإسكندرية، مما يؤكد على نطاق هذه المبادرة الثقافية الواسعة وحرص دار الأوبرا على إشراك أكبر عدد ممكن من المواهب والجمهور في مختلف المحافظات. وقد بدأ العرض في تمام السابعة مساءً، وشهد إقبالاً جيداً من الأسر والأهالي الراغبين في دعم أبنائهم والاستمتاع بفقرات الحفل المتميزة.
الأهمية والتأثير المستقبلي
تؤكد هذه الأمسيات على الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات الثقافية في بناء المجتمع وتنشئة الأجيال القادمة. من خلال توفير فرص كهذه، لا يقتصر الأثر على تنمية المهارات الفنية الفردية فحسب، بل يمتد ليشمل غرس قيم الانضباط، التعاون، وتقدير الجمال. إن استمرار دعم مركز تنمية المواهب وتنظيم الفعاليات التي تبرز إبداعاته يضمن تدفقاً مستمراً للمواهب الشابة إلى الساحة الفنية المصرية، مما يعد بمستقبل واعد للفنون في البلاد.





