أوربان: المجر تجهز للقاء بين ترامب وبوتين بهدف تحقيق السلام
أعلن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في تصريحات حديثة أن الاستعدادات جارية في المجر لعقد اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح أوربان أن هذه المبادرة تهدف إلى إيجاد سبيل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن نجاحها يعتمد بشكل أساسي على عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

تفاصيل المبادرة وخطة السلام
جاءت تصريحات أوربان في أعقاب زيارته لترامب في ولاية فلوريدا في أوائل مارس 2024. وذكر أن ترامب يمتلك "خطة سلام مفصلة" لإنهاء الصراع، وأن العنصر الأساسي في هذه الخطة هو وقف الدعم المالي لأوكرانيا. ونقل أوربان عن ترامب قوله إنه "لن يعطي فلساً واحداً" للمجهود الحربي الأوكراني في حال انتخابه، معتبراً أن هذا الإجراء سيجبر كييف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لأن أوروبا وحدها غير قادرة على تمويل الحرب بهذا الحجم.
وأكد رئيس الوزراء المجري أن ترامب هو الزعيم الوحيد في الغرب القادر على إنهاء الحرب، مشدداً على أن الإدارة الأمريكية الحالية تفتقر إلى الإرادة اللازمة لتحقيق السلام. وتضع هذه التصريحات المجر في موقع الوسيط المحتمل، مستفيدة من علاقات أوربان الجيدة مع كل من الإدارة الجمهورية السابقة في واشنطن والكرملين.
خلفية وسياق التحركات الدبلوماسية
تُعرف حكومة فيكتور أوربان بمواقفها المغايرة لتوجه غالبية دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالصراع الأوكراني. ومنذ بداية الغزو الروسي، حافظت المجر على علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع موسكو، وعارضت مراراً فرض عقوبات صارمة على روسيا، كما رفضت إرسال أسلحة إلى أوكرانيا أو السماح بمرورها عبر أراضيها. ويرى أوربان أن استراتيجية الغرب الحالية قد فشلت وأن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، بل يجب أن يكون عبر مفاوضات فورية لوقف إطلاق النار.
وتعكس هذه المبادرة التقارب الأيديولوجي والسياسي بين أوربان وترامب، حيث يتبنى كلاهما خطاباً يركز على السيادة الوطنية وينتقد المؤسسات الدولية. وقد أشاد ترامب بأوربان ووصفه بأنه "زعيم قوي"، مما يعزز من مكانة رئيس الوزراء المجري كحليف رئيسي لترامب في أوروبا.
ردود الفعل والمواقف الدولية
قوبلت تصريحات أوربان بردود فعل متباينة. من جانبه، علق الكرملين بحذر، حيث ذكر المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، أنه لا توجد حالياً أي خطط ملموسة لعقد مثل هذا الاجتماع، لكنه أكد أن روسيا منفتحة على أي جهود تهدف إلى حل دبلوماسي. في المقابل، انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه التحركات، مؤكدة على أن سياستها ثابتة في دعم أوكرانيا وأن أي قرار بشأن المفاوضات يعود للشعب الأوكراني وقيادته. أما في كييف، فقد رفض المسؤولون بشكل قاطع أي مقترحات سلام لا تتضمن الانسحاب الكامل للقوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه التطورات في أنها تسلط الضوء على التأثير العميق الذي قد تحدثه الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة على مسار الحرب في أوكرانيا. ففوز ترامب قد يؤدي إلى تحول جذري في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصراع، مما قد يغير موازين القوى بشكل كبير. كما تبرز هذه المبادرة الانقسامات داخل المعسكر الغربي حول أفضل السبل للتعامل مع روسيا ودعم أوكرانيا، وتؤكد على دور أوربان كلاعب يسعى لرسم مسار دبلوماسي مستقل، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مواقف حلفائه في الاتحاد الأوروبي والناتو.




