إحالة المتهمين في قضية «الفعل الفاضح على طريق المحور» إلى المحاكمة بعد اعترافات تفصيلية
أحالت النيابة العامة المصرية، في أواخر أكتوبر 2025، خمسة متهمين إلى المحاكمة الجنائية في القضية المعروفة إعلامياً بـ«الفعل الفاضح على طريق المحور». جاء هذا القرار عقب تحقيقات مكثفة تضمنت اعترافات تفصيلية من المتهمين حول الواقعة وملابساتها، ما اعتبرته النيابة كافياً لإحالة القضية إلى القضاء للفصل فيها.

تعد هذه القضية من القضايا التي حظيت باهتمام الرأي العام على نطاق واسع، نظراً لطبيعتها التي تمس الآداب العامة وقيم المجتمع، ولحدوثها في مكان عام ومرئي للجميع على أحد الطرق الرئيسية الحيوية. وتسلط إحالة المتهمين الضوء على جدية الأجهزة القضائية في التعامل مع مثل هذه الجرائم التي تخل بالنظام العام والأخلاق المجتمعية.
خلفية القضية وبداية التحقيقات
بدأت فصول القضية مع تداول واسع لعدد من المقاطع المصورة على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بلاغات تلقتها الأجهزة الأمنية، تشير إلى قيام أفراد بارتكاب فعل فاضح داخل سيارة على طريق المحور، وهو طريق رئيسي يربط بين عدة مناطق حيوية في محافظة الجيزة. أثارت هذه المقاطع استياءً عارماً لدى قطاعات واسعة من الجمهور، الذي طالب بضرورة تحديد هوية المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.
فور تزايد انتشار الواقعة، تحركت الأجهزة الأمنية المختصة على الفور. قامت فرق البحث والتحري بفحص المقاطع المصورة وتتبع خيوط المعلومات لتحديد هوية السيارة ومالكيها والركاب المتورطين. استغرقت هذه العملية عدة أسابيع، وشملت جمع الأدلة التقنية والبصمات الرقمية وشهادات بعض شهود العيان الذين صادفوا الواقعة.
سير التحقيقات والاعترافات
بعد تحديد هوية المتهمين، قامت النيابة العامة باستدعائهم تباعاً للتحقيق. واستمرت التحقيقات لعدة أسابيع، حيث تم استجواب المتهمين الخمسة بشكل منفصل ومواجهتهم بالأدلة المتوفرة. كشفت التحقيقات عن تفاصيل دقيقة للواقعة، بما في ذلك:
- تاريخ وموقع الحادثة: تحديد الزمان والمكان الدقيقين لارتكاب الفعل على طريق المحور.
 - دور كل متهم: تفصيل الأدوار التي قام بها كل من المتهمين الخمسة خلال الواقعة.
 - دوافع الفعل: استكشاف الأسباب التي أدت إلى ارتكابهم لهذا الفعل في مكان عام.
 - طبيعة الاعترافات: أكد المتهمون، خلال جلسات التحقيق، صحة التهم الموجهة إليهم، وقدموا اعترافات تفصيلية وشاملة لكافة ملابسات الواقعة، مما عزز موقف النيابة العامة وأدلتها.
 
تُعتبر هذه الاعترافات جوهرية في سير القضية، حيث أنها لا تترك مجالاً كبيراً للإنكار وتُشكل دليلاً قوياً أمام المحكمة. وقد حرصت النيابة على توثيق هذه الاعترافات وفقاً للإجراءات القانونية المتبعة، لضمان صحتها وقانونيتها.
الإحالة إلى المحاكمة والتداعيات القانونية
بعد استكمال كافة مراحل التحقيق وجمع الأدلة وسماع أقوال المتهمين وشهود العيان، رأت النيابة العامة أن الأدلة كافية لإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية بتهمة ارتكاب فعل فاضح علناً، وهي جريمة يعاقب عليها القانون المصري. يُذكر أن المادة رقم 278 من قانون العقوبات المصري تنص على معاقبة كل من أتى فعلاً فاضحاً مخلاً بالحياء علانية بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تتجاوز 300 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
من المتوقع أن تبدأ جلسات المحاكمة قريباً أمام المحكمة الجنائية المختصة. وستقوم المحكمة بمراجعة كافة الأدلة، بما في ذلك محاضر التحقيقات، واعترافات المتهمين، وشهادات الشهود، قبل إصدار حكمها النهائي. وتُعد هذه الخطوة تأكيداً على سيادة القانون وحرص الدولة على تطبيق الأنظمة التي تضمن الحفاظ على الآداب العامة والقيم المجتمعية.
تأثير القضية على الرأي العام
تُسلط قضية «الفعل الفاضح على طريق المحور» الضوء على أهمية الحفاظ على الآداب العامة في المجتمع المصري. وقد خلقت هذه القضية نقاشاً واسعاً حول:
- الوعي القانوني: ضرورة توعية الأفراد بتبعات الأفعال المخالفة للقانون والآداب العامة، حتى في الأماكن التي قد تبدو أقل مراقبة.
 - دور وسائل التواصل الاجتماعي: كيف يمكن أن تكون هذه المنصات وسيلة لكشف مثل هذه الأفعال، وفي الوقت نفسه تثير قضايا الخصوصية والنشر.
 - تأكيد قيم المجتمع: التأكيد على رفض المجتمع لمثل هذه التصرفات التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية السائدة.
 
يبقى هذا الحدث بمثابة تذكير بضرورة احترام القوانين والأعراف الاجتماعية، خاصة في الأماكن العامة، وأن أي انتهاك لذلك قد يؤدي إلى مساءلة قانونية جادة.





