النيابة العامة تحيل المتهمين بواقعة "الفعل الفاضح" على طريق المحور للمحاكمة وتوجه رسائل حاسمة
في تطور قضائي لافت، أمرت النيابة العامة المصرية خلال الأيام القليلة الماضية بإحالة رجل وسيدة إلى المحكمة الجنائية المختصة، وذلك على خلفية اتهامهما بارتكاب فعل فاضح علني في سيارة أثناء سيرها على طريق المحور، وهي الواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً بعد تداول مقطع فيديو يوثقها على منصات التواصل الاجتماعي. ولم يقتصر قرار النيابة على الإحالة فقط، بل صاحبته رسائل واضحة ومباشرة تهدف إلى التأكيد على حماية القيم المجتمعية والنظام العام.

تفاصيل الواقعة والإجراءات القانونية
بدأت فصول القضية عندما رصدت وحدات الرصد والمتابعة في وزارة الداخلية المصرية مقطع فيديو متداولاً يُظهر رجلاً وسيدة يمارسان سلوكاً خادشاً للحياء العام داخل سيارة كانت تسير على طريق عام ومكتظ بالسيارات في وضح النهار. أثار المقطع استياءً كبيراً بين رواد مواقع التواصل، مطالبين بسرعة التحرك وضبط المتورطين لمحاسبتهم قانونياً. استجابة لذلك، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية السيارة والمتهمين، وهما شاب وفتاة جامعية، وتم إلقاء القبض عليهما.
عقب القبض عليهما، تولت النيابة العامة التحقيقات، حيث واجهت المتهمين بالأدلة الفنية، بما في ذلك مقطع الفيديو المصور. وقد اعترف المتهمان بارتكاب الواقعة، وأقرا بصحة الفيديو المتداول. وبناءً على هذه الاعترافات والأدلة التي تم جمعها، وجهت إليهما النيابة تهمة ارتكاب فعل فاضح علني، وهي جريمة يعاقب عليها القانون المصري.
قرار الإحالة ورسائل النيابة العامة
لم يكن قرار إحالة المتهمين للمحاكمة مجرد إجراء روتيني، بل حمل في طياته رسائل شديدة اللهجة من النيابة العامة، التي أوضحت في بيانها الرسمي أن قرارها يأتي في إطار دورها في حماية المجتمع وصون قيمه الأخلاقية. وأكدت النيابة على عدة نقاط رئيسية يمكن تلخيصها فيما يلي:
- التصدي الحازم للجرائم الأخلاقية: شددت النيابة على أنها لن تتهاون مع أي سلوكيات تخالف الآداب العامة وتشكل اعتداءً على قيم المجتمع وتقاليده الراسخة.
 - حرمة الطريق العام: أوضحت أن الطريق العام له حرمته وقدسيته، وأن تحويله إلى مسرح لأفعال منافية للحياء يعد جريمة وانتهاكاً لحقوق باقي أفراد المجتمع في الشعور بالأمان والطمأنينة.
 - مراقبة الظواهر المجتمعية المستحدثة: أشارت النيابة إلى أنها تتابع عن كثب كل ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي وترصد الظواهر السلبية التي قد تهدد بنية الأسرة والمجتمع، وتتعامل معها بحزم وفقاً للقانون.
 - رسالة ردع عام: يمثل هذا القرار رسالة ردع لكل من تسول له نفسه الاستهانة بالقانون والنظام العام، مؤكداً أن يد العدالة ستطال كل من يرتكب مثل هذه الأفعال.
 
السياق المجتمعي والقانوني
تستند هذه القضية إلى المادة 278 من قانون العقوبات المصري، التي تنص على المعاقبة بالحبس والغرامة لكل من أتى علانية فعلاً فاضحاً مخلاً بالحياء. وتثير مثل هذه القضايا نقاشاً مجتمعياً حول حدود الحرية الشخصية ومفهوم الآداب العامة في الفضاء العام. ويعكس تحرك النيابة السريع والحاسم في هذه الواقعة استجابة للرأي العام الذي عبر عن رفضه الشديد للسلوك المصور، كما يسلط الضوء على الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في كشف الجرائم وتحريك الإجراءات القانونية، وهو ما يضع على عاتق السلطات القضائية والتنفيذية مسؤولية الموازنة بين تطبيق القانون وحماية الحريات.





