وزير الرياضة يحسم الجدل: لا إحالة لمجلس الزمالك للنيابة العامة
كشف الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مؤخرًا، عن حقيقة ما يُشاع حول إحالة مجلس إدارة نادي الزمالك للنيابة العامة، مؤكدًا أن الوزارة لم تقم بتحويل المجلس إلى الجهات القضائية على خلفية المخالفات المزعومة في ملف أرض أكتوبر. جاء هذا التصريح ليضع حدًا لتكهنات واسعة النطاق أثارت قلق الجماهير والإدارة على حد سواء، ويُقدم توضيحًا رسميًا بشأن مستقبل أحد أبرز الأندية المصرية.

خلفية القضية: ملف أرض أكتوبر ومصدر الجدل
تعود جذور الجدل المثار حول مجلس إدارة نادي الزمالك إلى ملف يُعرف باسم "أرض أكتوبر"، والذي يتعلق بمجموعة من المخالفات الإدارية والمالية المزعومة المرتبطة بتخصيص واستخدام قطعة أرض مخصصة للنادي في مدينة السادس من أكتوبر. على مر الفترات، أثيرت تساؤلات عديدة حول إجراءات التعامل مع هذه الأرض، وطريقة استثمارها، ومدى التزام الإدارة باللوائح والقوانين المنظمة لهذه العمليات. أدت هذه التساؤلات إلى تصاعد المطالبات بفتح تحقيقات موسعة، حيث طالبت بعض الجهات والأفراد بضرورة إحالة المتورطين إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مما خلق حالة من التوتر والترقب داخل الوسط الرياضي والإعلامي. كانت الشائعات تتداول بقوة حول قرب صدور قرار من وزارة الشباب والرياضة بتحويل الملف إلى النيابة، وهو ما كان سيُشكل تطورًا كبيرًا في مسار القضية.
تُعد أندية كرة القدم الكبرى في مصر، مثل الزمالك والأهلي، مؤسسات ذات شقين؛ رياضي وإداري، وتخضع لرقابة صارمة من قبل وزارة الشباب والرياضة التي تشرف على تطبيق اللوائح والقوانين المنظمة لعملها. أي مخالفات مالية أو إدارية في هذه الأندية تُعد شأنًا عامًا يحظى باهتمام كبير، ليس فقط من جانب الجماهير، بل أيضًا من جانب الجهات الرقابية التي تسعى لضمان الشفافية والحوكمة. ملف أرض أكتوبر ليس الأول من نوعه الذي يُثير الجدل حول إدارة الأندية، لكن حجم التكهنات حول إحالة المجلس للنيابة أضفى عليه طابعًا من الأهمية والخطورة.
توضيحات الوزير: نفي قاطع واستقرار إداري
في تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، أكد الدكتور أشرف صبحي أن الوزارة، بعد دراسة مستفيضة للملف، لم تتخذ قرارًا بإحالة مجلس إدارة الزمالك إلى النيابة العامة. وأوضح أن الإجراءات التي تتبعها الوزارة في مثل هذه الحالات تتضمن التحقيق الإداري والمالي الدقيق، والتحقق من كل البنود والمستندات المتعلقة بالمخالفات المزعومة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل وفقًا للإجراءات القانونية واللوائح المنصوص عليها لضمان عدم اتخاذ أي قرارات متسرعة أو غير مبنية على أدلة قاطعة. تصريحه هذا يحمل دلالات واضحة على أن التحقيقات الداخلية للوزارة، أو مراجعاتها، لم تُسفر عن ما يستدعي الإحالة الجنائية في هذه المرحلة، أو أن المخالفات لم ترق إلى مستوى يتطلب تدخل النيابة العامة مباشرة.
يُعتبر هذا النفي بمثابة رسالة طمأنة لمجلس الإدارة الحالي وجماهير النادي، حيث يجنب النادي مرحلة من عدم الاستقرار الإداري والقانوني كانت قد تترتب على قرار الإحالة. فالدخول في نزاعات قضائية مع النيابة العامة غالبًا ما يؤثر سلبًا على سير العمل الإداري، وتركيز الإدارة على الجوانب الرياضية، وقد يؤدي إلى تجميد بعض الأنشطة أو القرارات لحين انتهاء التحقيقات، وهو ما كان ليُشكل عبئًا إضافيًا على النادي في ظل المنافسات الرياضية المتعددة التي يشارك فيها.
الأهمية والتداعيات: استقرار النادي والوسط الرياضي
تأتي أهمية تصريح وزير الرياضة في عدة نقاط محورية:
- الاستقرار الإداري: يمنح القرار الحالي مجلس إدارة نادي الزمالك فرصة للاستمرار في مهامه دون الضغوط المباشرة للتحقيقات الجنائية، مما يسمح لهم بالتركيز على الجوانب الرياضية والتنموية للنادي.
- طمأنة الجماهير: كانت جماهير الزمالك تترقب بفارغ الصبر مصير هذه القضية، ونفي الإحالة يُعيد بعض الثقة ويُقلل من حالة القلق التي كانت تسيطر عليهم بشأن مستقبل ناديهم.
- رسالة للوسط الرياضي: يُعزز هذا التصريح مبدأ أن القرارات الإدارية والقانونية المتعلقة بالأندية تتم وفقًا لضوابط واضحة وإجراءات تحقيق دقيقة، بعيدًا عن الشائعات والتكهنات.
- دور الوزارة: يُبرز القرار دور وزارة الشباب والرياضة كجهة رقابية لا تتسرع في اتخاذ القرارات المصيرية، بل تُخضع الملفات لدراسة متأنية قبل أي تحرك قانوني.
على الرغم من نفي الإحالة للنيابة العامة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة غلق ملف المخالفات بشكل نهائي، بل قد يستمر التحقيق الإداري الداخلي من قبل الوزارة، أو قد تُتخذ إجراءات تصحيحية أخرى لا ترقى إلى مستوى الإحالة الجنائية. يُعتبر هذا التطور خطوة مهمة في مسار إدارة القضايا المعقدة التي تواجه الأندية الرياضية الكبرى في مصر.
الخاتمة
وفي ضوء هذه التطورات، يُصبح المشهد أكثر وضوحًا لمجلس إدارة نادي الزمالك، حيث يمكنهم الآن المضي قدمًا في خططهم ومشروعاتهم، بينما تبقى أعين الرقابة الإدارية لوزارة الشباب والرياضة متابعة لضمان الالتزام الكامل باللوائح. ويُشدد الدكتور أشرف صبحي على التزام الوزارة بدعم الأندية المصرية وتوفير البيئة المناسبة لنجاحها، مع التأكيد على تطبيق القانون ومحاسبة أي تقصير حال ثبوته، ولكن بما يتناسب مع حجم وطبيعة المخالفة.




