إصابة 8 طلاب إثر انقلاب "تروسيكل" في مصرف مائي بأسيوط ونقلهم إلى المستشفى الجامعي
شهدت محافظة أسيوط، اليوم، حادثاً مأساوياً أسفر عن إصابة ثمانية طلاب كانوا في طريقهم إلى مدرستهم، وذلك بعد أن سقط "التروسيكل" الذي كانوا يستقلونه في أحد المصارف المائية. وقد تم نقل جميع الطلاب المصابين على الفور إلى مستشفيات جامعة أسيوط لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم، حيث أعلنت المستشفى حالة الاستعداد القصوى للتعامل مع الحادث.

تفاصيل الحادث والاستجابة الفورية
وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح اليوم، بينما كان الطلاب متوجهين لحضور يومهم الدراسي. ووفقاً للمعلومات الأولية، فقد سائق الـ"تروسيكل" السيطرة على المركبة بشكل مفاجئ، مما أدى إلى انحرافها عن مسارها وسقوطها في مصرف مائي يقع على جانب الطريق. سارع الأهالي المتواجدون في محيط الحادث إلى تقديم المساعدة الأولية وانتشال الطلاب من المياه قبل وصول فرق الإنقاذ الرسمية. وفور تلقي البلاغ، تحركت سيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، حيث عملت الفرق على تأمين المكان وتقديم الدعم الطبي العاجل ونقل المصابين بسرعة إلى أقرب مستشفى مجهز.
الحالة الصحية للطلاب والرعاية الطبية
أعلنت إدارة مستشفيات جامعة أسيوط، وتحديداً مستشفى الإصابات والطوارئ، عن استقبالها 8 طلاب مصابين جراء الحادث. وأكد مصدر طبي مسؤول بالمستشفى أن الإصابات تراوحت بين كدمات وسحجات متفرقة بالجسم وحالات صدمة وهلع، بالإضافة إلى بعض الأعراض المرتبطة بسقوطهم في المياه. وأضاف المصدر أن الفرق الطبية أجرت الفحوصات اللازمة وقدمت كافة أشكال الرعاية للمصابين، مشيراً إلى أن جميع الحالات مستقرة حالياً وتخضع للملاحظة الدقيقة لضمان سلامتهم وتجنب أي مضاعفات محتملة.
سياق أوسع لمشكلة النقل غير الآمن
يسلط هذا الحادث الضوء مجدداً على قضية اجتماعية خطيرة ومستمرة في العديد من القرى والمناطق الريفية في مصر، وهي الاعتماد على وسائل نقل غير آمنة وغير مرخصة، مثل "التروسيكل"، في نقل الطلاب. وتُستخدم هذه المركبات، المصممة أساساً لنقل البضائع، بشكل شائع لنقل الركاب بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية وبدون أدنى معايير للسلامة، مثل أحزمة الأمان أو المقاعد المجهزة. يرجع هذا الانتشار إلى غياب بدائل النقل العام المنظم والميسور التكلفة في تلك المناطق، مما يجبر الأهالي على اللجوء إلى هذه الوسيلة المحفوفة بالمخاطر لضمان وصول أبنائهم إلى المدارس. ويطالب الخبراء والمهتمون بالسلامة العامة بضرورة تشديد الرقابة على هذه المركبات وتوفير حلول نقل آمنة ومستدامة لحماية أرواح الطلاب.
التحقيقات والإجراءات القانونية
باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث فور وقوعه، حيث تم تحرير محضر رسمي بالواقعة وجارٍ استجواب سائق المركبة وشهود العيان للوقوف على الأسباب الدقيقة التي أدت إلى وقوعه. كما أُخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والتي من المتوقع أن تشمل فحص الحالة الفنية للمركبة والتأكد من التزام السائق بقواعد المرور والسلامة. وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود السلطات لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المروعة في المستقبل.





