المجلس القومي للطفولة والأمومة ينعى ضحايا حادث التروسيكل المميت بأسيوط
أعرب المجلس القومي للطفولة والأمومة، في بيان صدر مؤخرًا، عن بالغ حزنه وأسفه العميقين إزاء الفاجعة الأليمة التي شهدتها محافظة أسيوط، والتي راح ضحيتها ستة أطفال أبرياء، إثر انقلاب تروسيكل كان يقلهم برفقة عدد آخر من الأطفال في طريقهم إلى المدرسة. وقد هز هذا الحادث المأساوي، الذي وقع بقرية منقباد، المجتمع المصري بأسره، وسلط الضوء مجددًا على قضايا سلامة النقل المدرسي وضرورة توفير بيئة آمنة للأطفال.

تفاصيل الحادث الأليم
وقعت المأساة صباح أحد الأيام الأخيرة في قرية منقباد التابعة لمحافظة أسيوط، عندما انقلب تروسيكل كان يقل ما يقرب من عشرين طفلاً، معظمهم في طريقهم إلى مدارسهم. أسفر الحادث عن وفاة ستة أطفال على الفور، بينما أصيب آخرون بجروح متفاوته الخطورة. تشير التقارير الأولية إلى أن السرعة الزائدة أو الحمولة الزائدة، أو ربما عيوبًا في المركبة نفسها أو سوء حالة الطريق، قد تكون عوامل مساهمة في وقوع هذه الكارثة. كان الأطفال يستقلون هذه الوسيلة غير الآمنة كبديل لعدم توفر وسائل نقل مدرسية مناسبة أو لارتفاع تكلفتها، وهي مشكلة متكررة في العديد من المناطق الريفية.
ردود الفعل الرسمية والمجتمعية
فور انتشار نبأ الحادث، أصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة بيانًا رسميًا نعى فيه الضحايا بقلوب يعتصرها الألم، معربًا عن خالص تعازيه لأسر الأطفال المتوفين، ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. وأكد المجلس على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الأطفال في وسائل النقل، مشددًا على أن حق الطفل في بيئة آمنة هو حق أصيل يجب أن تكفله الدولة والمجتمع. لم يقتصر الحزن على الأسر المتضررة فقط، بل امتد ليشمل سكان القرية والمحافظة بأسرها، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور الأطفال الضحايا، مطالبين بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المقصرين وتوفير حلول جذرية لمشكلة النقل المدرسي غير الآمن.
سياق الحادث ومخاوف السلامة
هذا الحادث ليس الأول من نوعه في مصر، حيث تتكرر حوادث التروسيكلات والدراجات النارية والسيارات المتهالكة التي تستخدم في نقل الأطفال إلى المدارس، خاصة في المناطق النائية والريفية. تعود هذه المشكلة إلى عدة أسباب أبرزها:
- غياب البدائل الآمنة: عدم توفر حافلات مدرسية كافية أو وسائل نقل عام مخصصة للأطفال.
- التكلفة الاقتصادية: لجوء الأسر إلى هذه الوسائل غير المكلفة، على الرغم من خطورتها، نتيجة للظروف الاقتصادية.
- الإشراف والرقابة: ضعف الرقابة على هذه المركبات غير المرخصة أو التي تفتقر لشروط السلامة.
- وعي السائقين: عدم التزام بعض السائقين بقواعد المرور أو الحمولة المقررة، أو قيادتهم للمركبات وهم تحت تأثير الإرهاق.
هذه العوامل تتجمع لتشكل بيئة خطرة تهدد حياة الأطفال وتتطلب تدخلات عاجلة وفعالة من الجهات المعنية لوضع حد لهذه المآسي المتكررة.
التحقيقات والإجراءات المستقبلية
بدأت السلطات المعنية، فور وقوع الحادث، بتحقيقات موسعة لمعرفة ملابساته الدقيقة وتحديد المسؤوليات. يُتوقع أن تشمل التحقيقات فحص المركبة، وسؤال السائق، وتقييم حالة الطريق. تأمل الأسر والمجتمع أن تسفر هذه التحقيقات عن نتائج واضحة وأن تؤدي إلى تطبيق صارم للقوانين الرادعة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. كما يُطالب بوضع استراتيجيات شاملة لتوفير وسائل نقل آمنة وموثوقة للأطفال في جميع أنحاء الجمهورية، وتكثيف حملات التوعية المرورية، وتشديد الرقابة على المركبات التي تستخدم في نقل الركاب، خصوصًا الأطفال، لضمان سلامتهم وتوفير بيئة تعليمية آمنة لهم تبدأ من رحلتهم اليومية إلى المدرسة وعودتهم منها.





