النيابة العامة تقرر حبس سائق تروسيكل حادث أسيوط المأساوي 4 أيام على ذمة التحقيقات
قررت النيابة العامة بمحافظة أسيوط، صباح اليوم، حبس سائق التروسيكل المتورط في حادث انقلاب وقع قبل أيام، والذي أسفر عن وفاة 5 تلاميذ وإصابة 8 آخرين. جاء هذا القرار بحبس السائق لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية، في إطار السعي للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات القانونية.

خلفية الحادث وتفاصيله المأساوية
وقع الحادث المروع قبل أيام قليلة من هذا القرار، وتحديدًا في منتصف شهر أكتوبر (تاريخ افتراضي لأغراض التوضيح)، في قرية متقباد التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط. كان التروسيكل، الذي يستخدم عادة لنقل البضائع في المناطق الريفية، يقل عددًا كبيرًا من التلاميذ في طريق عودتهم من مدارسهم. انقلبت المركبة بشكل مفاجئ في إحدى الترع المائية القريبة من الطريق، مما أدى إلى غرق عدد من الأطفال وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. هرعت فرق الإنقاذ والإسعاف إلى موقع الحادث فور تلقيها البلاغ، وتم انتشال جثامين الأطفال المتوفين ونقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وقد خلّف الحادث صدمة وحزنًا عميقين في أوساط الأهالي والمجتمع المحلي، مسلطًا الضوء على مخاطر وسائل النقل غير الآمنة.
تطورات التحقيقات والإجراءات القانونية
فور وقوع الحادث، بدأت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة تحقيقات موسعة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء انقلاب التروسيكل. استمعت النيابة إلى شهادات عدد من شهود العيان، وأقوال الأهالي، بالإضافة إلى جمع التحريات الأولية اللازمة. قرار حبس السائق يهدف إلى استكمال التحقيقات بشكل دقيق وشامل، والاستماع لأقواله وتفريغها، وكذلك إجراء الفحوصات الفنية للتروسيكل لتحديد مدى صلاحيته الفنية وامتثاله لشروط السلامة. من المتوقع أن تشمل التحقيقات أيضًا تقارير الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة، وتقارير المعاينة الفنية لموقع الحادث. يمثل هذا الإجراء خطوة أولى نحو تحديد ما إذا كان الحادث نتيجة لإهمال أو سرعة زائدة، أو لأسباب فنية متعلقة بالمركبة، أو لظروف الطريق غير المؤهلة، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
الأبعاد المجتمعية ومطالب السلامة العامة
ألقى هذا الحادث المأساوي الضوء مرة أخرى على قضية استخدام وسائل نقل غير آمنة لنقل التلاميذ في المناطق الريفية بمصر. فغالبًا ما يلجأ الأهالي إلى هذه المركبات البدائية، مثل التروسيكلات أو سيارات الأجرة غير المرخصة، بسبب نقص البدائل الآمنة والمنتظمة للنقل المدرسي، أو لارتفاع تكلفة المواصلات الرسمية. وقد أثار الحادث مطالبات واسعة بضرورة تشديد الرقابة على هذه المركبات ومنع استخدامها لنقل الركاب، وخاصة الأطفال، وتوفير وسائل نقل مدرسية آمنة ومعتمدة تضمن سلامة الطلاب. كما تجددت الدعوات لتحسين البنية التحتية للطرق في المناطق الريفية وتقوية حواجز الأمان على جوانب الترع والمصارف للحد من وقوع حوادث مماثلة مستقبلًا. تُعد سلامة الأطفال أولوية قصوى تستدعي مراجعة شاملة لسياسات النقل والسلامة العامة لضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع.





