إطلاق نار أمام السفارة المصرية في تل أبيب يستهدف سيارة مشبوهة
في حادثة أمنية وقعت مساء يوم الثلاثاء، 14 مايو 2024، أعلن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن أحد حراس السفارة المصرية في تل أبيب أطلق النار باتجاه سيارة وصفها بـ "المشبوهة" بعد اقترابها من مقر البعثة الدبلوماسية بشكل أثار القلق. وأفادت التقارير الأولية بعدم وقوع أي إصابات جراء إطلاق النار، وأن الشرطة بدأت تحقيقاً فورياً في ملابسات الحادث.

ووفقاً للمعلومات المتاحة، اقتربت السيارة من محيط السفارة المصرية الواقعة في شارع بازل بتل أبيب، مما دفع الحارس المكلف بحماية المنشأة إلى إصدار تحذيرات شفهية. وعندما لم تستجب السيارة لهذه التحذيرات واستمرت في الاقتراب بطريقة أثارت الشكوك الأمنية، قام الحارس بإطلاق عدة طلقات تحذيرية، وربما استهدف عجلات السيارة، بهدف إيقافها أو إبعادها. وقد تمكنت السيارة من مغادرة الموقع بعد إطلاق النار، ولا تزال السلطات تبحث عنها وتجمع الأدلة.
خلفية الحادث وبروتوكولات الأمن الدبلوماسي
تتمتع البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك السفارات والقنصليات، بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، وتحديداً اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961. تتطلب هذه الاتفاقية من الدول المضيفة اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لحماية مباني البعثة من أي اقتحام أو إلحاق ضرر، ولمنع أي إخلال بأمن البعثة أو المساس بكرامتها. لذلك، فإن حراس السفارات مدربون على التعامل مع التهديدات المحتملة، بما في ذلك التصرفات المشبوهة التي قد تشير إلى محاولة اختراق أمني أو هجوم.
وتكتسب الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية في تل أبيب أهمية خاصة نظراً لحساسية العلاقات الإقليمية والتعاون الأمني المستمر بين مصر وإسرائيل، رغم وجود قضايا إقليمية معقدة. إن أي حادث أمني يمس بعثة دبلوماسية في هذه المنطقة يمكن أن يحمل تداعيات تتجاوز مجرد حادث فردي، مما يستدعي استجابة سريعة وشفافة من السلطات المعنية.
التطورات الأولية والتحقيقات
عقب الإبلاغ عن الحادث، وصلت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية على الفور إلى موقع السفارة. وقامت الشرطة بتطويق المنطقة وبدأت في جمع الإفادات من الحارس وطاقم السفارة، فضلاً عن البحث عن أي تسجيلات كاميرات مراقبة قد تكون وثقت الحادث. وقد أكدت الشرطة في بياناتها الأولية أنه لا يوجد ما يشير إلى وقوع إصابات بشرية جراء إطلاق النار، وأن التحقيقات جارية لتحديد هوية سائق السيارة المشبوهة ودوافع اقترابه من السفارة.
ويتم التعامل مع الحادث على أنه مسألة أمنية خطيرة، تتطلب تنسيقاً بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبين السلطات الدبلوماسية المصرية لضمان فهم كامل للواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها. من المتوقع أن تشمل التحقيقات أيضاً مراجعة لبروتوكولات الأمن المتبعة وتدريب الحراس لضمان أعلى مستويات الاستجابة للتهديدات المحتملة.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
على الرغم من عدم وجود إصابات، فإن حادثة إطلاق النار أمام سفارة أجنبية تثير بطبيعة الحال قلقاً دبلوماسياً. من المتوقع أن يتم التواصل على المستويات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب للاطلاع على تفاصيل التحقيق وتبادل المعلومات. مثل هذه الحوادث، وإن كانت تبدو فردية، يمكن أن تسلط الضوء على نقاط الضعف الأمنية المحتملة وتدفع إلى تعزيز الإجراءات الوقائية حول البعثات الدبلوماسية في المنطقة.
تستمر الشرطة الإسرائيلية في جهودها لكشف ملابسات الحادث بالكامل والتوصل إلى هوية المسؤولين عن قيادة السيارة المشبوهة، بينما تترقب الأوساط الدبلوماسية نتائج هذه التحقيقات لمعرفة ما إذا كانت هناك دوافع أخرى وراء هذا الاقتراب المريب.





