غزة تشهد سقوط 97 شهيداً بالتزامن مع تأكيد ترامب على صمود الاتفاق ووصول وفد أمريكي لتل أبيب
في ظل تصاعد حاد للتوتر في قطاع غزة، أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية عن استشهاد 97 شخصاً خلال فترة زمنية وجيزة، مما يعكس تدهوراً خطيراً في الأوضاع الميدانية. وتأتي هذه الأحداث المأساوية في وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تسعى لتعزيز مسار دبلوماسي مختلف في المنطقة، وهو ما أبرزه وصول وفد أمريكي رفيع المستوى إلى تل أبيب وتصريحات ترامب المتفائلة بشأن اتفاقات السلام الإقليمية.

التصعيد الميداني في قطاع غزة
شهد قطاع غزة موجة عنف جديدة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين. وتنوعت أسباب سقوط هؤلاء الضحايا بين غارات جوية إسرائيلية واشتباكات على الحدود، وذلك في سياق من التوتر المستمر المرتبط بالحصار المفروض على القطاع والظروف المعيشية الصعبة. وقد أثارت هذه الحصيلة المرتفعة من الشهداء قلقاً دولياً ودعوات لضبط النفس ووقف فوري لإطلاق النار من قبل عدة منظمات حقوقية وأممية، محذرة من انزلاق المنطقة نحو حرب واسعة النطاق.
وأكدت المصادر الطبية في غزة أن من بين الضحايا أطفالاً ونساء، وأن المستشفيات المحلية تعمل فوق طاقتها الاستيعابية للتعامل مع أعداد الجرحى الكبيرة. وقد أدانت الفصائل الفلسطينية بشدة ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي"، متوعدة بالرد، مما زاد من مخاوف اتساع دائرة العنف.
الجهود الدبلوماسية الأمريكية الموازية
بشكل متزامن مع التطورات الدامية في غزة، وصل وفد أمريكي بارز إلى تل أبيب، ضم شخصيات رئيسية في إدارة ترامب مثل جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس آنذاك. كانت هذه الزيارة تهدف إلى متابعة وتدعيم "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية مثل الإمارات والبحرين.
وفي هذا السياق، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أكد فيها أن "الاتفاق صامد"، في إشارة واضحة إلى أن هذه الاتفاقيات الجديدة لن تتأثر بالتصعيد الفلسطيني الإسرائيلي. وعكست هذه التصريحات استراتيجية الإدارة الأمريكية التي ركزت على بناء تحالف إقليمي جديد مع إسرائيل، معتبرة أن ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى الاستقرار، وهي رؤية واجهت انتقادات لكونها تتجاوز القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع.
السياق الإقليمي والتداعيات
يسلط تزامن الأحداث الضوء على الانفصال العميق بين المسارين: المسار الدبلوماسي الذي تقوده واشنطن ويركز على التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، والواقع الميداني المتفجر في الأراضي الفلسطينية. فبينما كانت تُعقد الاجتماعات في تل أبيب للاحتفاء بالسلام الإقليمي، كانت غزة تعيش واحدة من أسوأ موجات العنف، مما يوضح أن هذه الاتفاقيات لم تعالج جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقد رأى محللون أن هذا الوضع يكشف عن تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تتعايش جهود السلام الرسمية مع استمرار الصراعات العنيفة. وأثارت الأحداث تساؤلات حول مدى استدامة أي سلام إقليمي يتجاهل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما اعتبرته القيادة الفلسطينية "طعنة في الظهر" وتجاهلاً لمبادرة السلام العربية التي اشترطت حل القضية الفلسطينية أولاً قبل التطبيع.





