حماس تنفي صلتها بحادث إطلاق النار في رفح الفلسطينية
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في نبأ ورد مؤخراً، نفيها القاطع لأي علاقة لها بحادث إطلاق نار وقع في مدينة رفح الفلسطينية. هذا النفي جاء بحسب ما أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية»، مما يسلط الضوء على الجهود المبذولة لتوضيح المسؤولية عن الأحداث الأمنية في قطاع غزة، خاصة في ظل الظروف الراهنة المعقدة التي تشهدها المنطقة.

خلفية الأحداث في رفح وأهميتها الإستراتيجية
تعتبر مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة نقطة محورية وحساسة للغاية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر. تحد المدينة الحدود المصرية، وهي تمثل الشريان الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي عبر معبر رفح البري، الذي يكتسب أهمية قصوى لعبور المساعدات الإنسانية والأفراد. منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع في أكتوبر 2023، أصبحت رفح الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين فروا من مناطق أخرى من القطاع، مما أدى إلى تضاعف عدد سكانها عدة مرات ليبلغ نحو 1.5 مليون نسمة يعيشون في ظروف إنسانية قاسية للغاية، تفتقر لأبسط مقومات الحياة الأساسية.
لطالما كانت رفح، شأنها شأن بقية مدن قطاع غزة، تحت سيطرة حركة حماس منذ عام 2007. وتتولى الحركة مسؤولية الأمن الداخلي والإدارة المدنية في المدينة. ومع ذلك، فإن الكثافة السكانية الهائلة والوضع الأمني المتوتر، بالإضافة إلى تهديدات إسرائيلية متكررة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة، تزيد من تعقيد المشهد الأمني وتجعل أي حادث أمني محل تدقيق كبير.
تفاصيل حادث إطلاق النار ونفي حماس
جاء نفي حماس في أعقاب تقارير عن وقوع حادث إطلاق نار في رفح، لم تتضح طبيعته أو ملابساته بشكل كامل في التقارير الأولية. ويهدف هذا النفي، الذي نقلته القاهرة الإخبارية، إلى تبديد أي التباس قد ينشأ حول الجهة المسؤولة عن هذا الحادث. في بيئات النزاع، يمكن أن تُعزى الحوادث الأمنية إلى أطراف مختلفة، بما في ذلك:
- عمليات عسكرية إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة.
 - اشتباكات بين فصائل فلسطينية مسلحة مختلفة (وإن كانت حماس هي القوة المهيمنة).
 - حوادث جنائية أو أمنية داخلية لا علاقة لها بالصراع الأوسع.
 - سوء فهم أو تقارير غير دقيقة في خضم الفوضى.
 
يعكس إعلان حماس حرصها على تحديد نطاق مسؤولياتها وعملياتها، خاصة في ظل التدقيق الدولي والمحلي المتزايد على الأوضاع في رفح. نفي العلاقة بمثل هذه الحوادث قد يكون محاولة لضبط الرواية ومنع اتهامات غير دقيقة قد تؤثر على صورتها أو على شرعيتها كقوة حاكمة في القطاع.
السياق الأمني الأوسع والتداعيات المحتملة
يأتي هذا النفي في وقت تشهد فيه رفح تصعيداً غير مسبوق في التوترات، حيث تلوح إسرائيل بعملية عسكرية برية وشيكة تستهدف ما تقول إنها آخر معاقل حماس في المدينة. وقد أثارت هذه الخطط قلقاً دولياً واسعاً بشأن مصير المدنيين المحاصرين في رفح، الذين لا يملكون مكاناً آمناً آخر للجوء إليه داخل القطاع. أي حادث أمني، مهما كان صغيراً، يمكن أن يُستخدم لتبرير تصعيد عسكري أو للتأثير على الرأي العام.
إن قدرة حماس على الحفاظ على النظام والأمن داخل المناطق التي تسيطر عليها، حتى في ظل الحرب، هي عامل مهم في شرعيتها الداخلية. لذا، فإن نفي المسؤولية عن حوادث معينة يمكن أن يكون جزءاً من استراتيجية أوسع للحفاظ على صورة السيطرة والكفاءة، أو لتسليط الضوء على أن بعض الأحداث قد تكون خارج سيطرتها المباشرة أو ناتجة عن عوامل خارجية. كما أن هذا النفي قد يكون له علاقة بضرورة إدارة العلاقات مع الأطراف الإقليمية، مثل مصر، التي تراقب عن كثب التطورات الأمنية على حدودها مع رفح.
تُظهر الحادثة ونفي حماس أهمية التمييز بين أنواع الحوادث الأمنية في منطقة حرب معقدة. ففي ظل الفوضى والتصعيد، غالباً ما تتداخل الروايات وتُبنى الاستنتاجات على معلومات غير مكتملة. ومن هنا، يصبح توضيح الأطراف الفاعلة والمسؤولة عن كل حادث أمراً حيوياً لتشكيل فهم دقيق للوضع على الأرض ولفهم الديناميكيات المتغيرة للصراع.




