تأكيد انتشال حماس لجثة أساف حمامي، قائد اللواء الجنوبي بجيش الاحتلال الإسرائيلي
أفادت مصادر إعلامية موثوقة في وقت سابق اليوم، بانتشال حركة حماس، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لجثة اللواء أساف حمامي، قائد اللواء الجنوبي بجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد تمت عملية الانتشال من منطقة تقع شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في تطور يعكس التعقيدات المستمرة للصراع والجهود الإنسانية المبذولة في المناطق المتأثرة بالنزاع.

الخلفية والتطورات الأولية
يُعد اللواء أساف حمامي أحد أبرز الضباط الإسرائيليين الذين يُعتقد أنهم قُتلوا أو أُسروا خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. شغل حمامي منصب قائد اللواء الجنوبي بفرقة غزة، وهو منصب ذو أهمية استراتيجية بالغة نظراً لقربه المباشر من الحدود مع القطاع ومسؤوليته عن الدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة. وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت في السابق إلى أن مصيره كان مجهولاً، مع تزايد الشكوك حول وفاته في ظروف مرتبطة بالاشتباكات الأولى التي تلت الهجوم.
عملية الانتشال ودور الصليب الأحمر
تمت عملية انتشال الجثة، وفقاً للمصادر، بعد جهود مكثفة وتنسيق مباشر بين حماس واللجنة الدولية للصليب الأحمر. يأتي هذا التعاون في إطار المبادئ الإنسانية التي تفرض ضرورة استعادة الجثث وإعادة تسليمها لذويها، حتى في أوقات النزاع. وتؤكد هذه الخطوة على دور المنظمات الدولية كوسيط حيادي لتسهيل مثل هذه العمليات الحساسة في بيئات شديدة التوتر. ويشير موقع الانتشال في شرق خان يونس إلى أن الجثة كانت في منطقة شهدت اشتباكات عنيفة وقصفاً إسرائيلياً متواصلاً على مدى الأشهر الماضية، مما يجعل عملية الوصول إليها وانتشالها أمراً معقداً.
ردود الفعل والتداعيات
من المتوقع أن يكون لانتشال جثة حمامي تداعيات كبيرة على الجانبين. فبالنسبة لإسرائيل، يمثل استعادة جثة ضابط بهذا المستوى إغلاقاً جزئياً لملف مؤلم ومرحلة مهمة لعائلة حمامي، وقد يخفف من حالة عدم اليقين التي عاشتها العائلة. وقد يعيد هذا الحدث أيضاً إلى الواجهة المطالبات الإسرائيلية باستعادة جميع الرهائن وجثث الجنود والمدنيين الذين ما زالوا في حوزة حماس. أما بالنسبة لـحماس، فقد يُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من جهودها لعرض استعدادها للتعاون في ملفات إنسانية معينة، أو ربما كبادرة محتملة في سياق مفاوضات أوسع لتبادل الأسرى والجثث، على الرغم من أن التفاصيل حول أي اتفاقات محتملة لم تُعلن بعد.
الأهمية الاستراتيجية لقائد اللواء
يُعد فقدان قائد لواء بحجم أساف حمامي خسارة عسكرية ومعنوية للجيش الإسرائيلي. فاللواء الجنوبي هو جزء حيوي من فرقة غزة المسؤولة عن الأمن على الحدود، وتولي قيادته يتطلب خبرة عميقة بالمنطقة وتحدياتها الأمنية. إن الإعلان عن استعادة جثته يؤكد بشكل غير مباشر على حجم الضربة التي تلقتها إسرائيل في 7 أكتوبر، ويكشف عن مدى صعوبة عمليات تحديد موقع واستعادة جثث الجنود في عمق قطاع غزة في ظل المعارك المستمرة.
السياق الأوسع للصراع
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وتسببت في أزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة. إن قضايا تبادل الجثث والأسرى تُعد جزءاً لا يتجزأ من أي مفاوضات لوقف إطلاق النار أو إنهاء الصراع. وتشكل عملية انتشال جثة حمامي تذكيراً صارخاً بالثمن البشري الباهظ للصراع، وبالحاجة الملحة لإيجاد حلول إنسانية للملفات العالقة التي تؤثر على حياة آلاف العائلات من كلا الجانبين. وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع وإحراز تقدم في ملفات الأسرى والمفقودين، تظل قصة اللواء أساف حمامي وجثته التي استُعيدت، شاهداً على التعقيدات الأخلاقية والسياسية التي يتسم بها هذا الصراع طويل الأمد.





