القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديو لاعتراض مسلحين شاحنة مساعدات في غزة
نشرت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM) في أواخر مايو 2024 مقطع فيديو للمراقبة الجوية قالت إنه يوثق لحظة اعتراض مسلحين، وصفتهم بأنهم من عناصر حركة حماس، لشاحنة مساعدات إنسانية في قطاع غزة. يسلط هذا الحادث الضوء على التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه عمليات توزيع المساعدات في القطاع، خاصة تلك القادمة عبر الرصيف البحري الأمريكي المؤقت الذي تم إنشاؤه لتسهيل وصول الإغاثة.

تفاصيل الفيديو وبيان القيادة المركزية
يُظهر الفيديو، الذي تم تصويره من الجو وبدا باللونين الأبيض والأسود، قافلة من شاحنتين تتحرك على طريق ترابي. ومع تقدم القافلة، تقترب مجموعة من الأفراد من الشاحنة الخلفية، ويتسلق اثنان منهم مقصورة القيادة. ووفقاً للتحليل الذي قدمته القيادة المركزية، قام أحد المسلحين بإطلاق النار من سلاحه. وقد أكدت القيادة في بيانها أن هؤلاء الأفراد هم من "مسلحي حماس"، وأن الشاحنة كانت تحمل مساعدات وصلت عبر الرصيف البحري الذي بنته الولايات المتحدة قبالة سواحل غزة.
وشدد البيان الرسمي الصادر عن (CENTCOM) على أن القوات الأمريكية لم تتعرض لأي إطلاق نار خلال الحادث، وأنها لم تكن متواجدة على الأرض. وأضافت القيادة أن هذا المقطع "يوضح التحديات الحقيقية التي تواجه إيصال المساعدات إلى سكان غزة"، مؤكدة أن الولايات المتحدة وشركاءها يواصلون البحث عن سبل آمنة لتقديم الدعم الإنساني للسكان المدنيين في القطاع.
سياق الأزمة الإنسانية وتوزيع المساعدات
يأتي هذا الحادث في سياق أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية باستمرار من خطر المجاعة بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات والدمار الواسع. وقد تم إنشاء الرصيف البحري الأمريكي كآلية بديلة لإدخال المساعدات، في ظل الصعوبات المتعلقة بالمعابر البرية. إلا أن الرصيف واجه تحديات لوجستية وأمنية منذ بدء تشغيله، بما في ذلك تعرضه لأضرار بسبب سوء الأحوال الجوية وتوقف عملياته بشكل مؤقت في عدة مناسبات.
ويعكس اعتراض الشاحنات حالة الفوضى والفراغ الأمني التي تعيق توزيع المساعدات داخل غزة. فمع انهيار جهاز الشرطة المدنية في مناطق كثيرة، تتنازع جهات متعددة، من بينها عناصر أمنية تابعة للسلطة القائمة في غزة، وعشائر محلية، وجماعات إجرامية، للسيطرة على قوافل المساعدات الشحيحة. وفي حين تتهم إسرائيل والولايات المتحدة حماس بالاستيلاء على المساعدات، تقول الحركة إن عناصرها الأمنية تعمل على "تأمين" القوافل وحمايتها من النهب لضمان وصولها إلى مستحقيها.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية هذا الفيديو في كونه دليلاً مرئياً، من وجهة نظر أمريكية، على أحد أبرز العوائق أمام الجهود الإغاثية. فهو لا يبرز فقط المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة وقوافل المساعدات، بل يغذي أيضاً الجدل السياسي حول الجهة التي يجب أن تتولى مسؤولية تأمين وتوزيع المساعدات في غزة. وقد استخدم مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون مثل هذه الحوادث للدلالة على ضرورة إيجاد آلية أمنية بديلة في القطاع بعد انتهاء الحرب.
على الجانب الآخر، يرى منتقدون أن التركيز على حوادث فردية مثل هذه يتجاهل المشكلة الأكبر المتمثلة في عدم كفاية المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة، والقيود التي تفرضها إسرائيل، والدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية، مما يجعل عملية التوزيع شبه مستحيلة بغض النظر عن الجهة التي تتولى إدارتها. ويبقى التحدي الأكبر هو ضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومنظم إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين يعانون من ظروف كارثية.





