إنجاز تاريخي: منتخب المغرب للشباب يحرز لقب كأس العالم لأول مرة
في ليلة ستظل خالدة في ذاكرة كرة القدم المغربية، تمكن المنتخب الوطني المغربي تحت 20 عامًا من تحقيق إنجاز غير مسبوق بتتويجه بطلاً لكأس العالم للشباب. جاء هذا الفوز التاريخي مساء يوم 25 أكتوبر 2024، بعد مباراة نهائية مثيرة أقيمت على ملعب سانتياغو الوطني، حيث تغلب أشبال الأطلس على نظيرهم الأرجنتيني، أحد أقوى المرشحين للقب، بنتيجة 2-0.

تفاصيل المباراة النهائية الحاسمة
دخل المنتخب المغربي المباراة النهائية بخطة تكتيكية محكمة، معتمداً على دفاع صلب وهجمات مرتدة سريعة. ورغم السيطرة الميدانية للمنتخب الأرجنتيني في الشوط الأول، فإن التنظيم الدفاعي المغربي بقيادة الحارس المتألق أمين السعدي حال دون تسجيل أي أهداف. جاءت نقطة التحول في الدقيقة 67 من عمر اللقاء، حين تمكن المهاجم يوسف العلمي من افتتاح التسجيل للمغرب بعد هجمة منظمة. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، وتحديداً في الدقيقة 89، استغل المنتخب المغربي اندفاع لاعبي الأرجنتين نحو الهجوم ليضيف الهدف الثاني عبر اللاعب إلياس بن صغير، مؤمناً بذلك اللقب العالمي الأول في تاريخ المغرب على مستوى جميع الفئات العمرية.
مسيرة حافلة نحو اللقب
لم يكن طريق المنتخب المغربي نحو منصة التتويج مفروشاً بالورود، بل كان مليئاً بالتحديات الكبرى التي أظهر فيها الفريق شخصية قوية وعزيمة لا تلين. بدأت المسيرة بتصدر مجموعة صعبة ضمت منتخبات عريقة.
- دور المجموعات: نجح الفريق في تصدر مجموعته بعد تحقيق فوزين على اليابان والبرتغال، وتعادل مع كولومبيا.
 - الأدوار الإقصائية: في دور الستة عشر، تغلب المنتخب المغربي على إسبانيا بركلات الترجيح بعد مباراة ماراثونية. ثم واجه في ربع النهائي منتخب البرازيل وتفوق عليه بهدف نظيف. أما في نصف النهائي، فقد تمكن من إقصاء المنتخب السنغالي، بطل أفريقيا، في ديربي أفريقي خالص.
 
هذه المسيرة المظفرة عكست النضج التكتيكي للاعبين وقدرة الجهاز الفني على قراءة المباريات بشكل ممتاز، مما جعل الفريق المغربي الحصان الأسود للبطولة قبل أن يثبت جدارته باللقب.
أهمية الإنجاز وتأثيره المستقبلي
يمثل هذا التتويج علامة فارقة في تاريخ الرياضة المغربية، حيث يأتي تتويجاً لسنوات من العمل على مستوى الفئات السنية وتطوير البنية التحتية، أبرزها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تخرج منها عدد من نجوم هذا الجيل. كما يعزز هذا الإنجاز من مكانة المغرب كقوة كروية صاعدة على الساحة العالمية، ويبني على النجاح الذي حققه المنتخب الأول في مونديال 2022. من المتوقع أن يشكل هذا الجيل الذهبي نواة المنتخب الأول في السنوات القادمة، مما يبشر بمستقبل مشرق لكرة القدم في البلاد.
ردود فعل واسعة
فور إطلاق صافرة النهاية، عمت الاحتفالات الصاخبة مختلف المدن المغربية، من طنجة إلى الكويرة، حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع للاحتفاء بهذا الإنجاز التاريخي. كما توالت التهاني من مختلف الهيئات الرياضية الدولية وشخصيات بارزة في عالم كرة القدم، الذين أشادوا بالمستوى المتميز الذي قدمه المنتخب المغربي طوال البطولة، مؤكدين أنه استحق اللقب عن جدارة واستحقاق.





