إنستاكارت تطلق مساعد تسوّق يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخطيط الوجبات وإدارة النفقات

في خطوة تعكس التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية في التجارة الإلكترونية، كشفت شركة إنستاكارت (Instacart)، المنصة الرائدة في توصيل البقالة حسب الطلب في أمريكا الشمالية، مؤخرًا عن إطلاق مساعد تسوّق ذكي جديد يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. يهدف هذا المساعد، الذي يدمج قدرات نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، إلى تبسيط وتحسين تجربة التسوق للمستخدمين بشكل جذري، من خلال تقديم اقتراحات وجبات مخصصة، ومساعدة فعالة في تنظيم الميزانية، وتوفير أدوات تخطيط متكاملة لوجبات الطعام.

الخلفية والتطور

تأتي هذه المبادرة في سياق سعي إنستاكارت المستمر لتعزيز مكانتها التنافسية في سوق توصيل البقالة المزدحم، وتمييز خدماتها من خلال الابتكار التكنولوجي. لطالما واجه المتسوقون تحديات يومية متعددة تتعلق بالتخطيط للوجبات، بدءًا من قرار "ماذا سأطبخ الليلة؟" وصولاً إلى كيفية التسوق بذكاء للحصول على أفضل قيمة مقابل المال وتجنب هدر الطعام. تتوقع إنستاكارت أن يسد هذا المساعد الذكي هذه الفجوات، حيث يستفيد من القدرة على فهم استفسارات المستخدمين باللغة الطبيعية وتقديم استجابات مخصصة وذات صلة فورًا. هذه الخطوة تمثل جزءًا من توجه أوسع في قطاع التجزئة العالمي نحو دمج الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وتخصيص تجارب العملاء، وتقديم حلول مبتكرة تتجاوز مجرد توصيل المنتجات.

تؤكد الشركة أن تطوير هذا المساعد الجديد ليس مجرد إضافة ميزة عابرة، بل هو جزء من استراتيجيتها طويلة الأمد لتحويل إنستاكارت من مجرد خدمة توصيل إلى شريك شامل في تجربة التسوق الغذائي اليومية للمستهلكين، وذلك من خلال الاستفادة من بيانات التسوق الضخمة المتاحة لديها وأنماط الاستهلاك المختلفة لتقديم قيمة غير مسبوقة.

الميزات الرئيسية للمساعد الذكي

يقدم المساعد الذكي من إنستاكارت مجموعة شاملة من الميزات المصممة لتلبية احتياجات المتسوقين اليومية وتقديم تجربة تسوق أكثر ذكاءً وكفاءة. وتشمل هذه الميزات:

• اقتراحات الوجبات المخصصة: يمكن للمستخدمين طرح أسئلة مفتوحة على المساعد حول الوجبات، مثل "ماذا يمكنني أن أطبخ بالدجاج والبروكلي والبطاطس؟" أو "أفكار لوجبات عشاء صحية وسريعة لعائلة مكونة من أربعة أفراد بميزانية محدودة". سيقوم المساعد بتحليل المكونات المتاحة لدى المستخدمين أو المفضلة لديهم، وتفضيلاتهم الغذائية (مثل الخيارات النباتية، الخالية من الغلوتين، أو قليلة الكربوهيدرات)، ويقدم وصفات متنوعة وملهمة.
• تنظيم وإدارة الميزانية: يتيح المساعد للمستخدمين تحديد ميزانية معينة للتسوق الكلي أو لوجبة معينة. بناءً على ذلك، يقوم المساعد بتحليل أسعار المنتجات المتاحة في المتاجر المحلية، ويقترح بدائل للمكونات أو منتجات بأسعار تنافسية أقل لمساعدتهم على البقاء ضمن حدود الإنفاق المحددة، مع الأخذ في الاعتبار العروض والخصومات المتاحة في الوقت الفعلي.
• إنشاء قوائم تسوق ذكية وتلقائية: بناءً على الوجبات المقترحة من قبل المساعد أو استفسارات المستخدمين، يقوم المساعد تلقائيًا بإنشاء قوائم تسوق مفصلة ومرتبة حسب المتاجر أو الأقسام، مما يوفر الوقت والجهد ويقلل من فرصة نسيان أي مكونات ضرورية. يمكن للمستخدمين تعديل هذه القوائم بسهولة قبل إتمام الطلب.
• معلومات غذائية مفصلة: يوفر المساعد أيضًا معلومات شاملة حول القيم الغذائية للوجبات المقترحة والمكونات الفردية، مما يساعد المستخدمين على اتخاذ خيارات غذائية أكثر صحة تتوافق مع أهدافهم الصحية والغذائية، سواء كانت لخفض الوزن أو زيادة اللياقة أو اتباع نظام غذائي معين.
• التكيف مع التفضيلات الشخصية: يتعلم المساعد بمرور الوقت من تفاعلات المستخدمين وتفضيلاتهم وعادات التسوق الخاصة بهم، ليقدم اقتراحات أكثر دقة وتخصيصًا مع كل استخدام، مما يجعله أكثر فعالية مع مرور الوقت.

الأهمية والتأثير

تُعد إضافة هذا المساعد الذكي خطوة محورية لإنستاكارت ولصناعة توصيل البقالة والبيع بالتجزئة بشكل عام. من المتوقع أن يكون له تأثيرات إيجابية متعددة الأوجه:

• تحسين كبير لتجربة المستخدم: من خلال تبسيط عملية اتخاذ القرار، وتوفير حلول مخصصة لمشكلات التخطيط للميزانية والوجبات، يمكن أن يجعل المساعد تجربة التسوق أقل إرهاقًا، وأكثر كفاءة، وأكثر متعة للمستهلكين. إنه يحول التسوق من مهمة روتينية إلى عملية مساعدة شخصية.
• زيادة ولاء العملاء والمنافسة: الميزات التي توفر هذه المستويات من الراحة، وتساعد على توفير الوقت والمال، يمكن أن تعزز بشكل كبير من ولاء العملاء لإنستاكارت في سوق شديد التنافسية، وربما تجذب شرائح جديدة من المستخدمين الذين يبحثون عن حلول متكاملة.
• تأثير على عادات الشراء والاستهلاك: قد يشجع المساعد المستخدمين على تجربة وصفات جديدة، واستكشاف مكونات لم يعتادوا عليها، والتسوق بوعي أكبر بالميزانية، وربما المساعدة في تقليل هدر الطعام من خلال التخطيط الأفضل. هذا يمكن أن يؤدي إلى أنماط استهلاك أكثر استدامة.
• ريادة الابتكار في القطاع: تضع هذه الخطوة إنستاكارت في طليعة الشركات التي تستفيد بنشاط من الذكاء الاصطناعي لتقديم قيمة مضافة حقيقية وملموسة لعملائها في قطاع البقالة. من المرجح أن يحفز هذا التوجه المنافسين على استكشاف حلول مماثلة، مما يدفع عجلة الابتكار في الصناعة بأكملها.

تؤكد هذه التطورات أن مستقبل التسوق للبقالة سيعتمد بشكل متزايد على التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي التي تتفهم بعمق احتياجات المستهلكين المتطورة، وتقدم حلولاً مخصصة لجعل حياتهم اليومية أسهل، وأكثر كفاءة، وأكثر إشباعًا. إن دمج هذه القدرات الذكية في منصات توصيل البقالة لا يغير طريقة التسوق فحسب، بل يعيد تشكيل العلاقة بين المستهلكين والمنتجات الغذائية التي يختارونها.