مشاركة كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة عمان العربية في المؤتمر الدولي الثاني "الجامعات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي"
شهدت العاصمة الأردنية عمان مؤخرًا حدثًا أكاديميًا بارزًا، تمثل في المؤتمر الدولي الثاني بعنوان "الجامعات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل التعليم العالي". وقد شاركت في هذا الملتقى الهام كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة عمان العربية، مؤكدةً بذلك التزامها بمواكبة التطورات التقنية المتسارعة ودورها في بناء مستقبل التعليم الرقمي. هدفت هذه المشاركة إلى تبادل الخبرات، واستعراض أحدث الأبحاث في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتسليط الضوء على كيفية دمج هذه التقنيات في المناهج الأكاديمية والحوكمة الجامعية.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل التعليم العالي
يأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه الساحة الأكاديمية العالمية تحولات جذرية بفضل التقدم المتسارع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح قوة دافعة لإعادة تعريف طرق التدريس والتعلم، والبحث العلمي، وحتى الإدارة الجامعية. يتجه التعليم العالي نحو نماذج أكثر مرونة وتخصيصًا، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر حلولًا مبتكرة لتحليل البيانات الطلابية، وتصميم مسارات تعليمية فردية، وتعزيز كفاءة العمليات الإدارية. ومع ذلك، يطرح هذا التطور تحديات كبيرة تتعلق بالأخلاقيات، وأمن البيانات، والحاجة إلى تحديث مستمر للمهارات الأكاديمية والإدارية، مما يجعل النقاشات الأكاديمية المتخصصة ضرورية لمواجهة هذه التحديات واستغلال الفرص.
المؤتمر الدولي الثاني: محاور رئيسية ومشاركة عالمية
عُقد المؤتمر، الذي استضافه فندق لاندمارك في عمان، بتنظيم مشترك من اتحاد الجامعات العربية، بالتعاون مع رابطة الجامعات الصينية وعدد من المؤسسات الأكاديمية الدولية المرموقة. وقد جمع هذا التعاون كوكبة من الخبراء والأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التداعيات العميقة للذكاء الاصطناعي على المنظومة التعليمية. تركزت جلسات المؤتمر حول مجموعة واسعة من المحاور العلمية المتخصصة، التي شملت:
- توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج التعليم المستدام، مما يضمن تزويد الخريجين بالمهارات اللازمة لسوق العمل المتغير.
- دور تقنيات الواقع الافتراضي (VR) ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) في ابتكار أساليب تدريس وتعلم تفاعلية وجذابة.
- تحديات الجودة والتطوير المهني المستمر للقيادات الأكاديمية، لضمان قدرتهم على قيادة التحول الرقمي بفعالية.
- إدارة التحول الرقمي الشامل في الجامعات، بما في ذلك تطوير البنية التحتية والسياسات الداعمة.
- محور خاص بالذكاء الاصطناعي للأمن السيبراني، حيث نُوقشت أهمية تعزيز حماية الأنظمة التعليمية الذكية وتأمين البيانات الطلابية وضمان خصوصيتها في عصر الرقمنة المتزايدة.
- القضايا الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل التحيز المحتمل في الخوارزميات والمسؤولية الرقمية للمؤسسات التعليمية.
وقد أثمرت هذه المناقشات عن رؤى قيمة حول كيفية استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وفعّال لخدمة أهداف التعليم العالي.
مشاركة جامعة عمان العربية: ريادة وتمكين
مثّل جامعة عمان العربية في هذا المحفل الدولي الدكتور رامي سحويل، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات، نيابةً عن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الوديان. ولم تقتصر المشاركة على الإدارة الأكاديمية فحسب، بل امتدت لتشمل أربعة من طلاب الكلية المتميزين: العنود القواسمة، ورؤى وشاح، وأحمد زكريا، وسندس كيالي، مما يعكس حرص الجامعة على دمج طلابها في البيئة البحثية والعلمية الدولية وتزويدهم بالخبرات العملية.
وأكد الدكتور سحويل في تصريح له حرص جامعة عمان العربية على أن تكون طرفًا فاعلًا في المؤتمرات الدولية التي تُعنى بتبادل الخبرات ونقل المعرفة إلى الميدان الأكاديمي. وأشار إلى أن هذه المشاركات تخدم أهداف التنمية المستدامة من خلال تطوير الكوادر التعليمية والطلابية، مشيدًا في الوقت ذاته بالمستوى المتميز لمشاركة الطلاب، ودورهم في تعزيز ثقافة البحث العلمي وتطبيق المعارف النظرية في سياقات عملية.
آفاق مستقبلية لتمكين الطلاب والبحث العلمي
من جانبهم، عبّر الطلاب المشاركون عن اعتزازهم بهذه التجربة العلمية القيمة، التي وفرت لهم فرصة فريدة للاطلاع على أحدث الأبحاث والتوجهات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وأكدوا أن الانخراط في مثل هذه الفعاليات يساهم بشكل مباشر في صقل مهاراتهم البحثية والتطبيقية، وتوسيع مداركهم نحو الابتكار وريادة الأعمال في قطاعات التكنولوجيا الناشئة، مما يؤهلهم لمواجهة تحديات سوق العمل المستقبلي.
تأتي هذه المشاركة ضمن إطار استراتيجية جامعة عمان العربية الطموحة التي تهدف إلى تمكين طلابها من الانخراط الفعال في الفعاليات الأكاديمية الدولية، وتعزيز ريادة الفكر التقني والبحث العلمي لديها. وتهدف الجامعة من خلال ذلك إلى ضمان مواكبة خريجيها لأحدث التطورات المتسارعة في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وإعدادهم ليصبحوا قادة ومبتكرين في أسواق العمل المستقبلية، مما يعزز من مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة في المنطقة.




