اتهام رجل بمحاولة قتل زوجته بإلقائها من شرفة في بورسعيد
شهدت محافظة بورسعيد في أواخر شهر أكتوبر من عام 2023، واقعة عنف أسري مروعة أثارت اهتمام الرأي العام، حيث أقدم رجل على إلقاء زوجته من شرفة منزلهما الواقع في الطابق الرابع بحي الزهور. الحادثة، التي بدأت بسبب خلاف على وجبة طعام، كشفت عن أبعاد أعمق تتعلق بالعنف المنزلي وأدت إلى فتح تحقيق جنائي عاجل بتهمة الشروع في القتل.

تفاصيل الحادث وخلفياته
وفقًا للتحقيقات الأولية وشهادة الضحية، بدأ الخلاف عندما أبدى الزوج، ويُدعى محمد، استياءه من وجبة الغداء التي أعدتها زوجته، رضا، والتي كانت عبارة عن "صينية بطاطس". تصاعد النقاش اللفظي بسرعة إلى اعتداء جسدي عنيف، قام على إثره الزوج بدفع زوجته وإلقائها من شرفة الشقة. سقطت السيدة من ارتفاع أربعة طوابق على الأرض، مما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة الخطورة، بينما هرع الجيران لنجدتها بعد سماع صوت الارتطام والصراخ.
أوضحت التحقيقات وشهادات مقربين أن هذا الحادث لم يكن وليد اللحظة، بل كان تتويجًا لسلسلة من الانتهاكات والإساءات التي كانت تتعرض لها الزوجة على مدى فترة من الزمن. وقد سلطت الواقعة الضوء على أن الخلاف حول الطعام كان مجرد شرارة أشعلت فتيل عنف متراكم.
التدخل الطبي والقانوني
فور وقوع الحادث، تم نقل السيدة المصابة إلى مستشفى الزهور المركزي لتلقي الإسعافات الأولية، ونظرًا لخطورة حالتها، تم تحويلها لاحقًا إلى مستشفى آخر لتلقي رعاية طبية متخصصة. أظهرت الفحوصات الطبية تعرضها لإصابات حرجة شملت:
- كسورًا متعددة في منطقة الحوض والعمود الفقري.
- كسورًا خطيرة في الساقين.
- كدمات وإصابات متفرقة في أنحاء جسدها.
على الصعيد القانوني، تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة وتمكنت من إلقاء القبض على الزوج المتهم بعد فترة وجيزة من ارتكابه الجريمة. وخلال التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، مبررًا فعلته بالغضب الشديد أثناء الخلاف الزوجي. بناءً على الأدلة واعترافات المتهم وشهادة الضحية، وجهت النيابة العامة للزوج تهمة الشروع في القتل العمد، وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.
الأثر المجتمعي وردود الفعل
أحدثت القضية صدى واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المصرية، حيث عبّر الآلاف عن تضامنهم مع الضحية واستنكارهم الشديد للجريمة. تحولت القصة إلى قضية رأي عام، وأعادت فتح النقاش المجتمعي حول ضرورة تشديد العقوبات المتعلقة بجرائم العنف الأسري، وأهمية توفير آليات حماية فعالة للنساء المعرضات للخطر. كما سلطت الضوء على أهمية الوعي المجتمعي بخطورة الاستهانة بالخلافات الزوجية التي قد تتطور إلى جرائم تهدد الحياة.




