احتفاء فني بافتتاح المتحف المصري الكبير: منذر رياحنة يُبرز مكانة مصر التاريخية
مؤخراً، عبّر الفنان الأردني منذر رياحنة عن فخره واعتزازه البالغين بجمهورية مصر العربية، وذلك في سياق الترقب والاحتفاء بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم صرح متحفي مخصص للحضارة المصرية القديمة على مستوى العالم. وقد شارك رياحنة هذه المشاعر عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، موجهًا تهنئة خاصة بهذه المناسبة التاريخية التي تعكس عظمة الإرث الحضاري لمصر.

في رسالته التي لاقت تفاعلاً واسعًا، أثنى منذر رياحنة على دور مصر الرائد في كتابة فصول التاريخ الإنساني وصناعة معاني الجمال والخلود. وقد وصف مصر بأنها "بلد التاريخ والعراقة"، مؤكداً أن افتتاح هذا المتحف الضخم هو إنجاز قومي يرفع الرأس ويزيد من الاعتزاز بهذه الأرض التي قدمت للعالم أجمع دروساً في معنى الحضارة والدوام. تُبرز هذه التصريحات الأهمية الثقافية للمتحف ليس فقط لمصر بل للعالم بأسره، وتوضح كيف ينظر الفنانون والشخصيات العامة لمشاريع بهذا الحجم.
خلفية المتحف المصري الكبير وأهميته
يُعد المتحف المصري الكبير، المعروف اختصاراً باسم GEM، مشروعاً قومياً عملاقاً طال انتظاره، وقد صُمم ليكون أكبر متحف في العالم مخصصاً لحضارة واحدة. يقع المتحف في الجيزة، على مقربة من أهرامات الجيزة الشهيرة، ما يجعله وجهة سياحية وثقافية متكاملة. بدأت فكرة إنشاء المتحف في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بهدف استيعاب العدد المتزايد من القطع الأثرية المصرية القديمة وعرضها بطريقة حديثة وجذابة، فضلاً عن توفير بيئة متطورة للترميم والبحث العلمي. تم وضع حجر الأساس للمشروع في عام 2002، وشهدت أعمال البناء تحديات وتأخيرات متعددة على مر السنين، لكن الإرادة السياسية والمصرية ظلت ثابتة على إتمام هذا الصرح.
يهدف المتحف في المقام الأول إلى عرض المجموعة الكاملة لكنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد، والتي تُقدر بأكثر من 5 آلاف قطعة أثرية. بالإضافة إلى ذلك، سيضم المتحف ما يزيد عن 100 ألف قطعة أثرية أخرى من مختلف العصور المصرية القديمة، مما يجعله مركزاً عالمياً لدراسة وفهم الحضارة المصرية الغنية. لا تقتصر أهمية المتحف على العرض فحسب، بل يضم أيضاً مراكز للترميم والبحث العلمي هي الأحدث من نوعها، مما يعزز من قدرة مصر على صيانة وحفظ تراثها الثمين للأجيال القادمة.
التأثير الثقافي والسياحي
يُتوقع أن يكون لافتتاح المتحف المصري الكبير تأثيرات عميقة ومتعددة الأوجه على القطاعات الثقافية والسياحية والاقتصادية في مصر. على الصعيد السياحي، من المنتظر أن يجذب المتحف ملايين الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم بشكل كبير في تنشيط حركة السياحة الدولية والداخلية، ويعزز مكانة مصر كوجهة سياحية رائدة عالمياً. هذا الارتفاع المتوقع في أعداد الزوار سيترتب عليه دعم مباشر وغير مباشر للاقتصاد المصري، من خلال توفير فرص عمل جديدة في قطاعات الضيافة والنقل والخدمات، وزيادة الإيرادات الوطنية.
أما على الصعيد الثقافي، فإن المتحف سيعمل كمنارة تعليمية وبحثية، مقدماً للجمهور والباحثين على حد سواء رؤى غير مسبوقة في تعقيدات وبراعة الحضارة المصرية. كما أنه سيعزز من الشعور بالفخر الوطني لدى المصريين بإنجازات أجدادهم، ويسهم في تعريف الأجيال الشابة بقيمة تراثهم الثقافي العريق. يُمثل المتحف إنجازاً حضارياً ضخماً يعكس قدرة مصر على تنفيذ مشاريع كبرى بمعايير عالمية، ويعزز صورتها كمركز إشعاع ثقافي وحضاري.
المتحف في الوقت الراهن والاستعدادات النهائية
على الرغم من الحديث عن "الافتتاح"، فإن المتحف المصري الكبير قد بدأ بالفعل مرحلة التشغيل التجريبي والافتتاح الجزئي في السنوات الأخيرة، حيث استقبل زواراً في جولات محدودة ومناسبة، واستضاف فعاليات خاصة ومعارض مؤقتة. وقد تم نقل غالبية القطع الأثرية المخصصة للعرض، بما في ذلك المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، إلى المتحف بنجاح، وتجري عمليات التجهيز النهائية للعرض والتأمين. العالم يترقب الافتتاح الرسمي الكبير للمتحف، والذي يُتوقع أن يكون حدثاً عالمياً يحضره قادة وزعماء من مختلف الدول، ليشكل بذلك لحظة فارقة في تاريخ المتاحف العالمية والسياحة الثقافية.
تؤكد تصريحات مثل تلك التي أدلى بها الفنان منذر رياحنة على أن الأنظار ما زالت متجهة نحو هذا الصرح الثقافي العملاق، وأن هناك شغفاً عاماً، سواء داخل مصر أو خارجها، لرؤية هذا المشروع الطموح يفتح أبوابه بالكامل ليقدم للعالم كنوز مصر الخالدة. هذا الاحتفاء الفني والشعبي يعكس مدى الإدراك لأهمية هذا المتحف كرمز للهوية المصرية ونقطة التقاء للحضارات.





