اختتام فعاليات مؤتمر "السينما فن المكان" وتسليطه الضوء على دور الفن في بناء الوعي
اختتمت الخميس، فعاليات "مؤتمر النقد السينمائي الدولي" الذي نظمته هيئة الأفلام السعودية على مدار يومين. استضاف قصر الثقافة في حي السفارات بالرياض هذا الحدث البارز تحت شعار "السينما.. فن المكان"، وشهد مشاركة واسعة من نخبة من النقاد والأكاديميين وصناع الأفلام من داخل المملكة وخارجها. وقد ركز المؤتمر على إثراء المشهد النقدي السينمائي وتعزيز الحوار حول هذا الفن الحيوي في المملكة.

خلفية وأهداف المؤتمر
يأتي تنظيم هذا المؤتمر ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، ممثلة في هيئة الأفلام، لتطوير وتنشيط القطاع السينمائي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي ومجتمع حيوي ثقافيًا. تهدف هذه المبادرات إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي للثقافة والفنون، وتوفير منصات للنقاش الفكري والتبادل الخبرات.
يعكس شعار المؤتمر، "السينما.. فن المكان"، توجهًا عميقًا نحو استكشاف العلاقة المتشابكة بين الأعمال السينمائية والبيئات التي تصورها أو تنشأ فيها. ويركز على كيفية تأثير المكان بكل أبعاده الجغرافية والثقافية والتاريخية على السرد السينمائي، وعلى تلقي الجمهور له. تسعى هيئة الأفلام من خلال هذه الفعاليات إلى رفع مستوى الوعي بأهمية النقد السينمائي كجزء لا يتجزأ من الصناعة، وتشجيع التحليل النقدي المتعمق للأعمال الفنية.
المحاور النقاشية وأثرها
تضمنت جلسات المؤتمر مجموعة واسعة من المحاور التي سلطت الضوء على الأبعاد المختلفة لموضوع "السينما وفن المكان". ناقش الخبراء والأكاديميون:
- كيف تساهم المواقع الجغرافية والمدن في تشكيل هوية الفيلم وتأثيره.
- دور البيئات الثقافية والاجتماعية في صياغة القصص السينمائية وتلقيها.
- الاستخدام الإبداعي للعناصر المعمارية والمناظر الطبيعية كعناصر سردية محورية.
- تأثير السينما المحلية على حفظ التراث وتعزيز الهوية الوطنية من خلال تصوير الأماكن.
- التحليل النفسي والاجتماعي لتأثير الأماكن المصورة سينمائيًا على وعي المشاهدين.
هدفت هذه المناقشات إلى تعميق فهم العلاقة بين الفن السينمائي ومحيطه، وتقديم أطر تحليلية جديدة للنقاد لتقييم الأعمال السينمائية ليس فقط من منظور قصصي أو فني بحت، بل أيضًا من منظور بيئي وثقافي أوسع.
الأهمية في بناء الوعي
يُعد المؤتمر رافدًا مهمًا لـ"صناعة الوعي"، فهو لا يقتصر على كونه ملتقى للنقاد فحسب، بل يمتد تأثيره ليشمل الجمهور الأوسع. من خلال تحليل كيفية تصوير الأفلام للأماكن والثقافات والمجتمعات، يسهم المؤتمر في تنمية وعي أعمق لدى المشاهدين.
تشجع هذه الفعاليات الجمهور على التعامل مع الأعمال السينمائية بنظرة أكثر نقدية وتفحصًا، فهم الرسائل المتضمنة حول الهوية والانتماء والعلاقة بالبيئة. هذا التفاعل النقدي يعزز من قدرة المجتمع على فهم السرديات الثقافية المعقدة وتقدير الفن السينمائي كأداة قوية للتفكير والتأمل. كما يؤكد المؤتمر على دور المملكة في احتضان الفعاليات الثقافية الدولية، مما يعزز مكانتها كمركز فكري وفني، ويسهم في بناء جيل واعٍ ومثقف سينمائيًا.





