افتتاح معرض فني لأشغال الخشب بكلية التربية النوعية بقنا تحت شعار "وقفة بين الماضي والحاضر"
شهدت كلية التربية النوعية بقنا، في احتفالية أقيمت مؤخرًا، افتتاح معرض فني متميز لأشغال الخشب تحت عنوان "وقفة بين الماضي والحاضر". افتتح المعرض الدكتور محمد سعيد، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، في خطوة تعكس التزام الجامعة بدعم الفنون التطبيقية وصقل مواهب طلابها. يمثل المعرض منصة مهمة لعرض إبداعات الطلاب في فنون الخشب، التي تمزج بين الحرفية التقليدية واللمسات العصرية، مسلطًا الضوء على أهمية هذا الفن في التراث الثقافي المصري ودوره في بناء جسر بين الأجيال.

الخلفية والأهمية
لطالما كانت كلية التربية النوعية صرحًا أكاديميًا رائدًا في تنمية المهارات العملية والفنية للطلاب، وتسعى دائمًا إلى تزويدهم بالمعرفة النظرية والتطبيق العملي في مجالات متنوعة تشمل التربية الفنية والموسيقية والاقتصاد المنزلي وغيرها. يأتي معرض أشغال الخشب ليعزز هذا الدور، ويؤكد على الأهمية الكبيرة للحرف اليدوية في تشكيل الهوية الثقافية للمجتمع. فن أشغال الخشب ليس مجرد حرفة، بل هو تعبير فني عميق يحمل في طياته قصصًا من التاريخ والحضارة، ويتطلب دقة وإبداعًا وصبرًا. إن تنظيم مثل هذه المعارض يساهم في إحياء الفنون التقليدية، وتشجيع الأجيال الجديدة على التمسك بها وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر.
تُعد جامعة جنوب الوادي، ممثلة في كلية التربية النوعية بقنا، داعمًا أساسيًا للحركة الفنية والثقافية في صعيد مصر. ويؤكد هذا المعرض التزام الجامعة برسالتها المجتمعية، التي تتجاوز التعليم الأكاديمي لتشمل تنمية المهارات الحرفية والفنية، وتوفير البيئة المناسبة للابتكار والإبداع. كما يساهم المعرض في بناء جسور التواصل بين الجامعة والمجتمع المحلي، من خلال عرض أعمال الطلاب التي تعكس موروثهم الثقافي وتطلعاتهم الفنية.
تفاصيل المعرض والأعمال الفنية
يضم المعرض مجموعة واسعة ومتنوعة من الأعمال الفنية الخشبية التي أبدعها طلاب الكلية، والتي تعكس مستويات متقدمة من المهارة والابتكار. تتراوح المعروضات بين قطع نحتية دقيقة، ومنحوتات ثلاثية الأبعاد، وتطبيقات فنية للخشب في تصميم الأثاث والديكور، بالإضافة إلى لوحات فنية استخدم فيها الخشب كمادة أساسية للتعبير. وقد تجلى في العديد من الأعمال المعروضة الفهم العميق للطلاب لخصائص الخشب المختلفة، وقدرتهم على تحويل هذه المادة الطبيعية إلى أشكال فنية ذات قيمة جمالية ووظيفية عالية.
- الجمع بين الأصالة والمعاصرة: تميزت العديد من القطع الفنية بقدرتها على دمج الزخارف الإسلامية والفرعونية التقليدية مع التصاميم الحديثة والأساليب الفنية المعاصرة، مما يجسد المعنى الحقيقي لعنوان المعرض "وقفة بين الماضي والحاضر".
- تنوع التقنيات: استخدم الطلاب مجموعة متنوعة من تقنيات أشغال الخشب، بما في ذلك الحفر الغائر والبارز، والتطعيم، والتشكيل بالليزر، والنحت الحر، مما أضفى على المعرض ثراءً بصريًا وتقنيًا.
- المواد المستخدمة: شملت الأعمال استخدام أنواع مختلفة من الأخشاب المحلية والمستوردة، مما أتاح للطلاب استكشاف خصائص كل نوع من حيث اللون والملمس وسهولة التشكيل.
- الجانب الوظيفي والجمالي: لم تقتصر الأعمال على الجانب الجمالي فحسب، بل شملت أيضًا قطعًا ذات وظائف عملية، مما يعكس الفهم الشامل للطلاب لفن التصميم.
الأهداف والتطلعات
يهدف هذا المعرض إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، يأتي في مقدمتها تشجيع المواهب الطلابية وصقل قدراتهم في مجال أشغال الخشب. كما يسعى إلى ربط الطلاب بتراثهم الحرفي الأصيل، وتنمية الحس الجمالي لديهم، وإكسابهم مهارات عملية يمكن أن تفتح لهم آفاقًا مهنية في المستقبل. إن تسليط الضوء على هذه الفنون يساهم في الحفاظ على الموروث الثقافي من الاندثار، ويشجع على الابتكار فيه.
أكد الدكتور محمد سعيد، خلال كلمته الافتتاحية، على دعم الجامعة المستمر للأنشطة الطلابية والفنية التي تساهم في بناء شخصية الطالب وتنمية مهاراته الفكرية واليدوية. وشدد على أن مثل هذه المعارض لا تقتصر على كونها عرضًا للأعمال الفنية، بل هي بمثابة محفز للبحث والتطوير والابتكار في شتى المجالات. وتطمح الكلية والجامعة من خلال هذه الفعاليات إلى أن تكون مركز إشعاع فني وثقافي في المنطقة، وأن تخرج كوادر قادرة على المنافسة في سوق العمل وتطوير مجتمعاتهم.
ردود الفعل والصدى
لقي المعرض إقبالًا واسعًا من قبل أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، وجمهور من المهتمين بالفنون والحرف اليدوية من خارج الجامعة. وقد أشاد الزوار بالمستوى الفني الرفيع للأعمال المعروضة وبالجهد المبذول من قبل الطلاب والمشرفين. عبر العديد من الحضور عن انبهارهم بالقدرة على تحويل مادة الخشب الجامدة إلى أعمال فنية نابضة بالحياة تحمل رسائل عميقة عن العلاقة بين الماضي والحاضر. هذا التفاعل الإيجابي يعكس النجاح الكبير للمعرض في تحقيق أهدافه، ويؤكد على أهمية استمرارية تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تثري الحياة الثقافية وتدعم الإبداع.
في الختام، يمثل معرض "وقفة بين الماضي والحاضر" لأشغال الخشب بكلية التربية النوعية بقنا، حدثًا فنيًا وثقافيًا بارزًا، يؤكد على الدور الحيوي للجامعات في صون التراث وتنمية المواهب. كما يرسخ مكانة الفنون التطبيقية كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، ومحرك للتنمية المجتمعية المستدامة.





