الأونروا تناشد لإدخال معدات ثقيلة لإزالة ركام الدمار في غزة
أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي، محذرة من أن عمليات الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة تواجه شللاً شبه كامل بسبب الطرقات والشوارع المسدودة بكميات هائلة من الركام. وشددت الوكالة في بيانات صدرت خلال الأيام الأخيرة على أن إدخال المعدات الثقيلة، مثل الجرافات والحفارات، لم يعد ترفاً بل ضرورة قصوى لفتح الممرات الحيوية وإيصال المساعدات الأساسية للسكان المحاصرين.

حجم الدمار الهائل
خلفت العمليات العسكرية المستمرة دماراً غير مسبوق في البنية التحتية والمباني السكنية في مختلف أنحاء قطاع غزة. وتقدر منظمات الأمم المتحدة أن ملايين الأطنان من الأنقاض والركام تغطي مساحات واسعة من القطاع، مما يحول العديد من الأحياء إلى مناطق منكوبة لا يمكن الوصول إليها. هذا الركام لا يتكون من الحجارة والأسمنت فحسب، بل يختلط به أيضاً مخلفات خطرة ومتفجرات غير منفجرة، بالإضافة إلى ما يعتقد أنها جثامين لآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الأنقاض، وهو ما يضيف بعداً إنسانياً وصحياً خطيراً للأزمة.
أهمية فتح الطرقات
تكمن الأهمية الملحة لإزالة الركام في عدة جوانب حيوية لاستمرار الحياة والعمليات الإنسانية في غزة، وأبرزها:
- تسهيل وصول المساعدات: تعتمد وكالات الإغاثة على الطرقات لنقل الغذاء والمياه والأدوية والمأوى إلى مئات الآلاف من النازحين. ومع انسداد الشوارع الرئيسية والفرعية، أصبحت العديد من المناطق معزولة تماماً، مما يفاقم من خطر المجاعة وانتشار الأمراض.
- تمكين فرق الطوارئ: تعجز سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني عن الوصول إلى المصابين أو التحرك بفعالية للاستجابة للحالات الطارئة، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح كان من الممكن تفاديها.
- البحث وانتشال الجثامين: يعد فتح الطرقات خطوة أولى ضرورية للسماح للفرق المختصة بالبدء في عمليات البحث عن المفقودين وانتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض، وهو مطلب إنساني أساسي لعائلاتهم.
- التقييم والتعافي المبكر: لا يمكن البدء في أي تقييم شامل لحجم الأضرار أو التخطيط لمراحل التعافي وإعادة الإعمار المستقبلية قبل إزالة الأنقاض وتأمين المناطق المتضررة.
التحديات والعوائق
تواجه جهود إدخال المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة تحديات كبيرة. وتفرض السلطات الإسرائيلية قيوداً مشددة على إدخال ما تعتبره مواد "مزدوجة الاستخدام"، والتي يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية، وغالباً ما تندرج المعدات الهندسية والمركبات الثقيلة ضمن هذه الفئة. وأشارت الأونروا إلى أن الآليات المحدودة المتوفرة لديها داخل القطاع إما دُمرت أو تضررت أو لا تكفي على الإطلاق للتعامل مع حجم الكارثة، مما يجعل الاستجابة الدولية ضرورية لتجاوز هذه العقبة.
ويؤكد هذا النداء على أن الخطوات الأولية نحو تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة تبدأ بمهام أساسية مثل فتح الطرقات، وهو ما يستحيل تحقيقه دون توفير الأدوات اللازمة للقيام بذلك.





