الاتحاد الأيرلندي لكرة القدم يصوت لصالح تعليق مشاركة إسرائيل في مسابقات يويفا
صوت الاتحاد الأيرلندي لكرة القدم (FAI) مؤخرًا، وتحديداً في اجتماعه السنوي العام الذي عُقد بتاريخ 16 مارس 2024، لصالح قرار يدعو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) إلى تعليق مشاركة الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم في جميع مسابقاته. يمثل هذا التصويت خطوة مهمة في حملة أيرلندية متنامية للضغط على الهيئات الرياضية الدولية لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل على خلفية الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

خلفية القرار والسياق
يأتي هذا التحرك من قبل الاتحاد الأيرلندي لكرة القدم في سياق تصاعد التوترات والأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة والضفة الغربية. وتدعو العديد من المنظمات الحقوقية والنشطاء حول العالم إلى مقاطعة أو فرض عقوبات على إسرائيل في مجالات مختلفة، بما في ذلك الرياضة، بسبب سياستها تجاه الفلسطينيين وما يعتبرونه انتهاكات للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
عادةً ما تتبنى الهيئات الرياضية الدولية مثل الفيفا واليويفا موقفاً يشدد على فصل السياسة عن الرياضة. ومع ذلك، شهدنا في حالات سابقة استثناءات لهذه القاعدة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي أو حقوق الإنسان، مما يضع يويفا في موقف دقيق عند التعامل مع مثل هذه الدعوات.
تفاصيل الاقتراح الأيرلندي
الاقتراح الذي تم تبنيه خلال الاجتماع العام للاتحاد الأيرلندي جاء من قبل أندية كرة القدم الأيرلندية على مستوى القاعدة الشعبية، مما يعكس دعماً واسعاً داخل المجتمع الكروي الأيرلندي. وقد نص القرار صراحة على ما يلي:
- دعوة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) إلى تعليق مشاركة إسرائيل في جميع المسابقات الأوروبية لكرة القدم.
- الإشارة إلى أن هذا الإجراء يأتي تماشياً مع قيم اليويفا المعلنة بشأن حقوق الإنسان والمساواة.
- التأكيد على أن الوضع الحالي في فلسطين يتطلب استجابة حاسمة من الهيئات الرياضية العالمية.
ويرى مؤيدو القرار أن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، بصفته جزءاً من مؤسسات الدولة، يجب أن يتحمل مسؤولية مشتركة عن الإجراءات الحكومية، وأن عدم اتخاذ يويفا أي إجراء يعتبر ازدواجية في المعايير.
السوابق والآثار المحتملة
غالباً ما يستشهد المؤيدون لهذا القرار بسابقة تعليق الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لمشاركة الأندية والمنتخبات الروسية في مسابقاتهما الدولية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. يجادل النشطاء بأن المبررات التي أدت إلى تعليق روسيا تنطبق أيضاً، إن لم تكن أكثر، على حالة إسرائيل، خاصة بالنظر إلى الخسائر البشرية الفادحة والوضع الإنساني الكارثي في غزة.
من المتوقع أن يواجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضغوطاً متزايدة من مجموعات مختلفة لاتخاذ موقف. ومع ذلك، فإن أي قرار بتعليق عضوية إسرائيل سيكون معقداً وينطوي على اعتبارات قانونية وسياسية عميقة. قد تواجه يويفا معارضة شديدة من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ودول أعضاء أخرى، بالإضافة إلى مخاطر اتهامات بالتحيز أو تسييس الرياضة.
على الجانب الآخر، فإن عدم اتخاذ أي إجراء قد يؤدي إلى اتهامات بالصمت والتواطؤ، ويضعف مصداقية يويفا كمنظمة ملتزمة بالقيم الأخلاقية وحقوق الإنسان التي تدعي الدفاع عنها. هذا التحرك من أيرلندا، وهي دولة معروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، قد يشجع اتحادات كروية أخرى في أوروبا على اتخاذ خطوات مماثلة، مما يزيد من حجم الضغط على يويفا.





