التزلج على الرمال في بدية، عُمان: رياضة مغامرة جديدة ومثيرة تُغير مشهد الصحراء
مؤخراً، بدأت منطقة بدية في سلطنة عُمان، التي تشتهر بكثبانها الرملية الذهبية الشاسعة وكونها بوابة إلى صحراء رمال الشرقية (الوهيبة سابقاً)، تشهد تحولاً ملحوظاً في مشهد سياحة المغامرات. هذا التحول يأتي بفضل النمو المتزايد لشعبية رياضة التزلج على الرمال (Sandboarding)، التي لا تجذب عشاق المغامرة والتشويق فحسب، بل تساهم أيضاً في تنويع العروض السياحية للصحراء العُمانية، وتعزز مكانة بدية كوجهة رئيسية لعشاق الأنشطة الخارجية والرياضات المفعمة بالحيوية.

خلفية رياضة التزلج على الرمال وجاذبية بدية
التزلج على الرمال هو رياضة لوحية تتمثل في الانزلاق على المنحدرات الرملية باستخدام لوح خاص، وهو مشابه للتزلج على الجليد أو ركوب الأمواج، ولكنه يتطلب مهارات وقدرات بدنية مختلفة نظراً لطبيعة الرمال المتغيرة. في السنوات الأخيرة، اكتسبت هذه الرياضة زخماً كبيراً في المناطق الصحراوية حول العالم، وبدية في عُمان ليست استثناءً.
تتميز بدية بموقع استراتيجي وتضاريس طبيعية مثالية لمثل هذه الرياضة. الكثبان الرملية هنا، والتي تصل ارتفاعاتها إلى مستويات متنوعة، توفر منحدرات تتراوح بين السهلة للمبتدئين والصعبة للمحترفين، مما يجعلها وجهة جذابة لمختلف مستويات الخبرة. تقليدياً، اشتهرت بدية بأنشطة مثل رحلات السفاري بالدفع الرباعي وركوب الجمال والمخيمات الصحراوية التي تقدم تجربة بدوية أصيلة. لكن إدخال التزلج على الرمال أضاف بُعداً عصرياً ومثيراً لهذه التجربة، جاذباً شريحة جديدة من السياح الذين يبحثون عن تحديات فريدة ومغامرات لا تُنسى.
الأثر الاقتصادي والسياحي
تساهم رياضة التزلج على الرمال بشكل كبير في تعزيز القطاع السياحي في بدية وعُمان عموماً، بعدة طرق:
- تنويع العروض السياحية: بدلاً من الاعتماد على الأنشطة التقليدية فقط، توفر هذه الرياضة خياراً جديداً وحديثاً يجذب الشباب وعشاق المغامرة من مختلف أنحاء العالم.
- جذب سياح جدد: تستقطب بدية الآن سياحاً محليين ودوليين يبحثون خصيصاً عن تجربة التزلج على الرمال، مما يزيد من عدد الزوار ويطيل متوسط مدة إقامتهم في المنطقة.
- دعم الاقتصاد المحلي: أدى ازدياد الإقبال على هذه الرياضة إلى خلق فرص عمل جديدة للمرشدين المحليين المتخصصين في التزلج على الرمال، وشركات تأجير المعدات، والمخيمات الصحراوية التي تقدم الآن باقات تشمل هذه الرياضة. كما يستفيد قطاع الضيافة وخدمات الطعام والنقل من هذا النشاط المتزايد.
- تعزيز مكانة عُمان: تُعزز هذه الأنشطة من مكانة عُمان على الخريطة العالمية كوجهة سياحية متنوعة لا تقدم فقط الثقافة والتاريخ والطبيعة الخلابة، بل أيضاً رياضات المغامرة المثيرة.
العديد من شركات تنظيم الرحلات السياحية في بدية أدرجت التزلج على الرمال ضمن برامجها، وغالباً ما تُقدم كجزء من تجربة صحراوية متكاملة تشمل القيادة على الكثبان وتناول العشاء البدوي تحت النجوم.
متطلبات السلامة والخدمات اللوجستية
تتطلب ممارسة التزلج على الرمال بعض التجهيزات الأساسية لضمان السلامة والاستمتاع بالتجربة. تشمل هذه التجهيزات ألواح التزلج المصممة خصيصاً للرمال، بالإضافة إلى أحذية مناسبة وملابس مريحة. يُفضل دائماً أن تتم ممارسة الرياضة تحت إشراف مرشدين محليين ذوي خبرة، يعرفون أفضل الكثبان وأكثرها أماناً، ويُمكنهم تقديم الإرشادات اللازمة للمبتدئين.
تُعد الأشهر الباردة من أكتوبر إلى أبريل هي الأنسب لممارسة هذه الرياضة، حيث تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالاً وتُمكن الزوار من قضاء وقت أطول في الصحراء براحة أكبر. يجب أيضاً التأكيد على أهمية المحافظة على نظافة البيئة الصحراوية وعدم ترك أي مخلفات لضمان استدامة هذه الرياضة وجمال المنطقة.
الآفاق المستقبلية والتحديات
تُبشر رياضة التزلج على الرمال بمستقبل واعد لبدية كمركز للمغامرات الصحراوية. من المتوقع أن تواصل السلطات السياحية والجهات المعنية العمل على تطوير البنية التحتية وخدمات الدعم لتعزيز هذه الرياضة. قد يشمل ذلك تنظيم فعاليات وبطولات محلية ودولية للتزلج على الرمال، مما سيجذب اهتماماً عالمياً أكبر.
ومع ذلك، توجد بعض التحديات التي يجب معالجتها، مثل الحاجة إلى المزيد من المرشدين المؤهلين والمدربين، وتطوير معايير السلامة العالمية، وضمان التوازن بين التنمية السياحية والحفاظ على البيئة الصحراوية الهشة. من الضروري تطبيق ممارسات سياحة مستدامة لضمان استمرارية جاذبية بدية كوجهة للتزلج على الرمال للأجيال القادمة.
في الختام، يُمكن القول إن التزلج على الرمال في بدية لا يُمثل مجرد رياضة مغامرة عابرة، بل هو عنصر حيوي يُعيد تشكيل مشهد الصحراء العُمانية، ويُضيف قيمة اقتصادية وسياحية كبيرة للمنطقة، ويعد بتجارب استثنائية وفريدة لكل من يزور هذه البقعة الساحرة من العالم.





