الجيش الإسرائيلي يؤكد هوية رهائن عُثر على جثامينهم في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي في سلسلة من البيانات خلال الأسابيع الأخيرة عن نجاح قواته في استعادة جثامين عدد من الرهائن الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد تم التعرف على هوياتهم بعد عمليات فحص وتحليل في إسرائيل، مما ألقى بظلال من الحزن على الشارع الإسرائيلي وزاد من الضغوط على الحكومة لتأمين عودة بقية المحتجزين.

خلفية الأحداث
يأتي هذا التطور في سياق الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز ما يقرب من 240 آخرين كرهائن، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. ردًا على الهجوم، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة بهدف معلن هو القضاء على حماس وإعادة الرهائن. ومنذ ذلك الحين، أصبحت قضية الرهائن محورًا رئيسيًا في الصراع، مع جهود دبلوماسية متواصلة ومفاوضات غير مباشرة أدت إلى هدنة مؤقتة في نوفمبر 2023 تم خلالها تبادل عشرات الرهائن بأسرى فلسطينيين.
تفاصيل عمليات استعادة الجثامين
تم العثور على جثامين الرهائن في مواقع متفرقة داخل قطاع غزة خلال عمليات برية نفذتها القوات الإسرائيلية. استندت هذه العمليات إلى معلومات استخباراتية دقيقة، بحسب بيانات الجيش، الذي أكد أن البحث عن الرهائن وتحديد أماكنهم يمثل أولوية قصوى.
من بين الرهائن الذين تم تأكيد وفاتهم واستعادة جثامينهم خلال العمليات العسكرية:
- يهوديت فايس: وهي سيدة تبلغ من العمر 65 عامًا، تم العثور على جثمانها في مبنى بالقرب من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة منتصف نوفمبر 2023.
 - نوعا مارسيانو: مجندة تبلغ من العمر 19 عامًا، عُثر على جثمانها في موقع قريب من المكان الذي وُجدت فيه فايس، بعد يومين تقريبًا. وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، قد نشرت في وقت سابق مقطعًا مصورًا لها وهي على قيد الحياة، وزعمت لاحقًا أنها قُتلت في قصف إسرائيلي.
 - إيليا توليدانو: وهو شاب فرنسي-إسرائيلي يبلغ من العمر 28 عامًا، تم استعادة جثمانه في عملية خاصة منتصف ديسمبر 2023. كان قد اختُطف من مهرجان "نوفا" الموسيقي.
 - رون شيرمان ونيك بيزر: جنديان يبلغان من العمر 19 عامًا، استُعيدت جثتيهما من شبكة أنفاق في شمال القطاع.
 - زينب زكريا: شابة تبلغ من العمر 27 عامًا، تم العثور على جثمانها أيضًا خلال عملية عسكرية بعد أن كانت قد اختُطفت من مهرجان "نوفا".
 
أوضح الجيش الإسرائيلي أن بعض هؤلاء الرهائن قُتلوا خلال احتجازهم، بينما يُعتقد أن آخرين قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر وتم نقل جثامينهم إلى غزة. وتخضع كل جثة يتم استعادتها لعملية تحديد هوية معقدة في المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل.
ردود الفعل الرسمية والمجتمعية
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤولون حكوميون وعسكريون عن حزنهم العميق لهذه الأنباء، متعهدين بمواصلة الجهود بكل الوسائل الممكنة، العسكرية والدبلوماسية، لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في عدة مناسبات أن القوات تبذل قصارى جهدها في بيئة عملياتية معقدة للغاية لتحديد أماكن المحتجزين، سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا.
على الجانب الآخر، تزيد هذه الأخبار من الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية. حيث يواصل أهالي الرهائن تنظيم تظاهرات وفعاليات للمطالبة بإبرام صفقة جديدة للإفراج عن ذويهم، معبرين عن خشيتهم من أن الوقت ينفد لإنقاذ من تبقى منهم على قيد الحياة.
الأهمية والتداعيات
تُعد عمليات استعادة جثامين الرهائن ذات أهمية رمزية ومعنوية كبيرة في إسرائيل، حيث تمنح العائلات فرصة لدفن أحبائهم وتضع حدًا لحالة عدم اليقين. ومع ذلك، فإن كل إعلان عن وفاة رهينة يؤجج النقاش الداخلي حول استراتيجية الحكومة في إدارة الحرب. يرى البعض أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن، بينما يجادل آخرون بأن الحل الدبلوماسي والتفاوضي هو الخيار الأكثر أمانًا لضمان عودتهم أحياء.
توضح هذه التطورات المأساوية التكلفة البشرية الباهظة للصراع، وتُبقي قضية الرهائن في صدارة الاهتمام المحلي والدولي، مما يؤثر على مسار المفاوضات المحتملة وأي اتفاقات مستقبلية لوقف إطلاق النار.





