الدعم السريع يوافق على هدنة بالفاشر وسط تقارير عن مقابر جماعية
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان عن موافقتها على هدنة إنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك في أعقاب سيطرتها الكاملة على المدينة الاستراتيجية. وتأتي هذه الموافقة في وقت حرج، حيث تتزايد المخاوف الدولية بشأن الوضع الإنساني الكارثي، وتتوالى التقارير المقلقة التي تشير إلى وجود مقابر جماعية محتملة في محيط المدينة، استنادًا إلى تحليلات صور الأقمار الصناعية الحديثة.

التطورات الميدانية في الفاشر
شهدت الأيام الماضية تحولاً ميدانياً كبيراً في إقليم دارفور، حيث تمكنت قوات الدعم السريع وحلفاؤها من بسط سيطرتهم على مدينة الفاشر بعد أسابيع من القتال العنيف. كانت الفاشر آخر معقل رئيسي للقوات المسلحة السودانية في الإقليم، وسقوطها يمثل نقطة تحول استراتيجية في الصراع الممتد منذ أكثر من عام. وقد أدت المعارك إلى نزوح جماعي للسكان وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الحيوية، مما فاقم من الأزمة الإنسانية التي يعاني منها مئات الآلاف من المدنيين العالقين.
اتهامات بوجود مقابر جماعية
بالتزامن مع التطورات العسكرية، أصدرت هيئات حقوقية ومراكز أبحاث دولية تقارير مدعومة بصور الأقمار الصناعية تظهر وجود مواقع يُعتقد أنها مقابر جماعية تم حفرها حديثًا في ضواحي الفاشر. هذه المؤشرات أثارت قلقاً بالغاً من احتمال وقوع فظائع وجرائم حرب واسعة النطاق خلال الهجوم على المدينة وبعده. وتربط هذه التقارير بين ظهور المقابر وبين الأنباء عن عمليات قتل استهدفت مدنيين ومقاتلين على أسس عرقية، مما يعيد إلى الأذهان الانتهاكات الجسيمة التي شهدها إقليم دارفور في أوائل الألفية.
اتفاق الهدنة الإنسانية
في بيان لها، أكدت قوات الدعم السريع استجابتها لمقترح هدنة إنسانية قدمته ما تُعرف بـ "دول الرباعية"، والتي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات. ويهدف المقترح بشكل أساسي إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمتضررين وحماية المدنيين. ورغم الترحيب الحذر بهذه الخطوة، يسود الشك حول مدى الالتزام بها، خاصة في ظل تاريخ الصراع الحافل بانتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة من قبل الطرفين المتحاربين.
الأهمية والسياق الأوسع
تكمن أهمية هذه الأحداث في أنها تعكس ترسيخ سيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور بالكامل تقريبًا، وهو ما قد يغير موازين القوى في الحرب الأهلية السودانية. على الصعيد الإنساني، تبرز التقارير عن المقابر الجماعية حجم الكارثة الإنسانية وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن أي جرائم محتملة. ويبقى الوضع في الفاشر شديد الخطورة، حيث يعتمد مصير ملايين المدنيين على مدى نجاح الجهود الدبلوماسية في تحويل الهدنة المؤقتة إلى سلام دائم وحقيقي.





