الدفاعات الروسية تتصدى لهجوم جوي واسع وتُسقط 57 مسيرة أوكرانية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فجر يوم الأحد، أن قواتها للدفاع الجوي نجحت في إحباط هجوم جوي أوكراني واسع النطاق خلال الليل، حيث تم تدمير واعتراض ما مجموعه 57 طائرة بدون طيار أوكرانية فوق عدة مناطق داخل الأراضي الروسية. ويأتي هذا الهجوم كأحدث حلقة في سلسلة من الهجمات المتبادلة التي تستخدم فيها المسيرات بكثافة، مما يعكس تحولاً في تكتيكات الحرب المستمرة.

تفاصيل الهجوم وتوزيعه الجغرافي
وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن موسكو، تركز الجزء الأكبر من الهجوم على إقليم كراسنودار الجنوبي، المطل على البحر الأسود، حيث تم إسقاط معظم الطائرات المسيرة. وأشارت السلطات الإقليمية في كراسنودار إلى أن الهجوم استهدف منشآت بنية تحتية مدنية، وتحديداً مصفاة نفط في منطقة سلافيانسك. وأفاد حاكم الإقليم بأن سقوط حطام إحدى المسيرات تسبب في اندلاع حريق مؤقت في المصفاة، إلا أن فرق الطوارئ تمكنت من السيطرة عليه وإخماده بسرعة دون وقوع إصابات.
بالإضافة إلى كراسنودار، توزعت عمليات الاعتراض على مناطق أخرى، حيث تم إسقاط مسيرات فوق المقاطعات التالية:
- مقاطعة بيلغورود
- مقاطعة كورسك
- مقاطعة فولغوغراد
- فوق مياه البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم
يُظهر هذا التوزيع الجغرافي للهجوم محاولة أوكرانية لاستهداف مواقع متنوعة في العمق الروسي، بهدف إرباك أنظمة الدفاع الجوي وتشتيت جهودها.
السياق والخلفية الاستراتيجية
لا يمكن فصل هذا الهجوم عن الاستراتيجية الأوكرانية المستمرة التي تهدف إلى ضرب البنية التحتية الحيوية لروسيا، وخاصة قطاع الطاقة. فمنذ بداية العام، شنت أوكرانيا عشرات الهجمات بطائرات مسيرة بعيدة المدى على مصافي النفط ومستودعات الوقود الروسية. الهدف من هذه العمليات هو تقويض قدرة روسيا الاقتصادية على تمويل الحرب، بالإضافة إلى تعطيل الإمدادات اللوجستية للجيش الروسي على الجبهة.
وقد أدت الهجمات السابقة إلى انخفاض ملحوظ في إنتاج البنزين في روسيا وأجبرت موسكو على اتخاذ إجراءات لحماية منشآتها الاستراتيجية. ويمثل استمرار هذه الهجمات دليلاً على تطور القدرات التكنولوجية لأوكرانيا في مجال الطائرات المسيرة وقدرتها على إلحاق أضرار اقتصادية بعيداً عن خطوط القتال المباشرة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
يشير الهجوم الأخير إلى أن كلا الطرفين يعتمد بشكل متزايد على الحرب الجوية غير المتكافئة. بالنسبة لأوكرانيا، توفر هجمات المسيرات وسيلة فعالة من حيث التكلفة لضرب أهداف استراتيجية، مما يرفع معنويات قواتها ويفرض ضغطاً مستمراً على روسيا. أما من الجانب الروسي، فإن نجاح الدفاعات الجوية في اعتراض غالبية المسيرات يمثل رسالة قوة، لكنه يكشف في الوقت ذاته عن التحدي الذي تواجهه في تأمين مجالها الجوي الشاسع ضد أسراب الطائرات الصغيرة ومنخفضة التحليق.
إن استمرار هذه الهجمات المتبادلة من المرجح أن يؤدي إلى تصعيد إضافي، حيث يسعى كل طرف إلى تطوير تقنياته الدفاعية والهجومية. وتؤكد هذه الواقعة أن الحرب لم تعد محصورة في ساحات المعارك التقليدية، بل امتدت لتشمل البنية التحتية الحيوية في عمق أراضي كلا البلدين، مما يجعل المدنيين والمنشآت الاقتصادية جزءاً من دائرة الصراع.



