الرئيس السيسي: الرياضة ركيزة ثقافية وسلوكية أساسية في حياة الأفراد
في تصريحات حديثة تناولت أهمية الرياضة ودورها المحوري في بناء المجتمع، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الرياضة تتجاوز كونها مجرد نشاط ترفيهي أو تنافسي لتصبح جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الأفراد وسلوكهم اليومي. وشدد الرئيس على أن الاهتمام باللياقة البدنية وغرس مبادئ الممارسة الرياضية منذ الصغر هو استثمار حقيقي في الأجيال القادمة، يضمن لهم حياة صحية ومنتجة.

الرياضة كمفهوم شامل وركيزة مجتمعية
تُعد رؤية الرئيس السيسي للرياضة رؤية شاملة تنظر إليها كقيمة حضارية وسلوكية، وليست فقط مسابقة أو بطولة. فالممارسة الرياضية المنتظمة، بحسب رؤيته، تساهم في تشكيل وعي الشباب وتنمية قدراتهم البدنية والذهنية، وتغرس فيهم قيمًا نبيلة كالتعاون والانضباط والروح الرياضية والمثابرة. هذه القيم لا تنعكس فقط على الأداء في الملاعب، بل تمتد لتشمل كافة جوانب حياة الفرد، مما يؤهله ليكون عضوًا فاعلًا وإيجابيًا في مجتمعه. كما أن الاهتمام بالرياضة يسهم بشكل مباشر في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة، مما يخفف العبء عن كاهل المنظومة الصحية للدولة.
لقد بات من الواضح أن مجتمعاتنا في أمس الحاجة إلى ثقافة رياضية متأصلة، تجعل من الحركة والنشاط البدني أسلوب حياة متبعًا، وليس مجرد خيار ثانوي. هذه الثقافة تبدأ من الأسرة والمدرسة، حيث يجب أن يُشجع الأطفال واليافعون على الانخراط في أنشطة بدنية متنوعة، بما يتناسب مع قدراتهم وميولهم. فالاستثمار في صحة النشء وتعليمهم أهمية الرياضة منذ المراحل التعليمية الأولى، من الحضانة والابتدائي وحتى الثانوي، يضمن بناء جيل واعٍ ومدرك لأهمية اللياقة البدنية، مما يقلل الحاجة إلى حثهم على ممارسة الرياضة في المراحل الجامعية أو لاحقًا في حياتهم المهنية.
الخلفية والتطورات الحكومية في دعم الرياضة
شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة دفعة قوية نحو تطوير القطاع الرياضي، مدفوعة بهذه الرؤية الرئاسية. وقد تجلى ذلك في عدة محاور رئيسية:
- تطوير البنية التحتية: تم إنشاء وتحديث العديد من المنشآت الرياضية ومراكز الشباب في مختلف المحافظات، وتزويدها بأحدث التجهيزات لتقديم خدمات رياضية متنوعة للشباب وجميع فئات المجتمع.
- المبادرات الرئاسية: أطلقت الدولة العديد من المبادرات التي تهدف إلى تشجيع المواطنين على ممارسة الرياضة، مثل مبادرات المشي وسباقات الجري المجتمعية التي تشهد إقبالًا كبيرًا، بالإضافة إلى الاهتمام بالرياضات الجماعية والفردية.
- دمج الرياضة في التعليم: هناك جهود متواصلة لتعزيز دور التربية البدنية في المناهج التعليمية، وتفعيل حصص الرياضة المدرسية، واكتشاف المواهب الرياضية في سن مبكرة ورعايتها، وذلك لضمان استمرارية الممارسة الرياضية لدى الأجيال الجديدة.
- دعم الأبطال الرياضيين: تم توفير دعم غير مسبوق للأبطال الرياضيين في مختلف الألعاب، مما ساهم في تحقيق إنجازات دولية وقارية رفعت اسم مصر عاليًا في المحافل العالمية، وشجعت الشباب على الانخراط في الرياضة الاحترافية.
الفوائد المجتمعية والتنموية للرياضة
إن تبني الرياضة كركيزة ثقافية وسلوكية يحمل في طياته فوائد جمة تتجاوز الجانب الصحي الفردي لتشمل أبعادًا مجتمعية وتنموية أوسع. فعلى المستوى المجتمعي، تساهم الرياضة في:
- تعزيز قيم الانتماء والمواطنة: من خلال الأنشطة الرياضية الجماعية، يتعلم الأفراد العمل بروح الفريق والالتزام بالقواعد، مما ينعكس إيجابًا على شعورهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم ووطنهم.
- مكافحة الظواهر السلبية: توفر الرياضة متنفسًا صحيًا للشباب، وتحميهم من الانجراف نحو الأفكار المتطرفة أو السلوكيات الضارة مثل الإدمان، وتملأ أوقات فراغهم بما هو مفيد وبناء.
- الاندماج الاجتماعي: تُعد الرياضة أداة قوية لدمج مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك ذوي الهمم، حيث توفر لهم فرصًا للمشاركة والتنافس، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويقوي روابطهم بالمجتمع.
- دعم الاقتصاد الوطني: من خلال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتطوير الصناعات المرتبطة بها، يمكن للرياضة أن تساهم في تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، مما يعزز النمو الاقتصادي للبلاد.
تحديات وآفاق مستقبلية
على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه تعميم الثقافة الرياضية، مثل الحاجة إلى المزيد من التوعية بأهمية الرياضة في المناطق النائية، وتوفير منشآت رياضية مناسبة للجميع، وتذليل العقبات التي تحول دون ممارسة المرأة والفتيات للرياضة بانتظام. ومع ذلك، فإن الآفاق المستقبلية تبدو واعدة، مع استمرار القيادة السياسية في دعم هذا القطاع الحيوي، وتزايد الوعي الشعبي بأهمية الرياضة. يهدف التوجه المستقبلي إلى ترسيخ الرياضة ليس فقط كنشاط، بل كجزء أصيل من الهوية المصرية، يساهم في بناء أفراد أصحاء ومجتمع قوي ومتقدم.
تؤكد هذه الرؤية الرئاسية أن الرياضة ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة حتمية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. ومن خلال الاستثمار في الرياضة، تستثمر الدولة في الإنسان، وفي مستقبل أكثر إشراقًا لمصر.





