الزمالك يبلغ نهائي كأس السوبر ببراعة عواد وركلة الجزيري الحاسمة ضد بيراميدز
تأهل نادي الزمالك المصري إلى نهائي بطولة كأس السوبر المصرية لكرة القدم، بعد فوزه المثير على غريمه بيراميدز بركلات الترجيح، في مواجهة نصف النهائي التي أقيمت مؤخراً. شهدت المباراة أداءً بطولياً من حارس المرمى محمد عواد، الذي أنقذ ركلة ترجيح حاسمة، ومهاجم الفريق سيف الدين الجزيري، الذي سجل ركلة الفوز ليضمن للفريق الأبيض مكاناً في المشهد الختامي للبطولة.

سياق البطولة وأهمية المواجهة
تُعد كأس السوبر المصرية بطولة ذات أهمية كبيرة في الأجندة الكروية المصرية، حيث تجمع عادةً بين أبطال الدوري والكأس، أو في صيغتها الموسعة، أفضل الفرق لضمان منافسة قوية. النسخة الحالية من البطولة، التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، أضفت عليها طابعاً خاصاً وحماساً جماهيرياً كبيراً. هذه المباراة بين الزمالك وبيراميدز لم تكن مجرد مواجهة نصف نهائي عادية؛ بل كانت امتداداً لسلسلة من الصراعات التنافسية بين فريقين يمتلكان طموحات عالية. الزمالك، بصفته أحد الأندية العريقة في القارة السمراء، يسعى دائماً لإضافة المزيد من الألقاب إلى خزينته، بينما يتطلع بيراميدز، المدعوم باستثمارات كبيرة، إلى تحقيق أول لقب كبير في تاريخه وإثبات مكانته كقوة كروية صاعدة قادرة على منافسة الأندية التقليدية. لذا، كانت هذه المباراة محكاً حقيقياً لطموحات كلا الفريقين في هذا الموسم.
مجريات المباراة ووصولها لركلات الترجيح
شهدت المباراة، التي أقيمت يوم الخميس الماضي، حذراً تكتيكياً كبيراً من قبل المديرين الفنيين للفريقين. انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بدون أهداف، على الرغم من محاولات متفرقة من الجانبين لكسر الجمود. فرضت الفرق رقابة لصيقة على مفاتيح لعب الخصم، مما أدى إلى غياب الفرص الحقيقية الخطيرة أمام المرميين. أظهرت الخطوط الدفاعية لكل من الزمالك وبيراميدز صلابة ملحوظة، وكان حارسا المرمى، محمد عواد من الزمالك وزميله أحمد الشناوي من بيراميدز، في قمة تركيزهما، متصديين لأي هجمات محتملة. سيطر اللعب على منطقة وسط الملعب، مع تبادل للكرة وحرص على عدم المجازفة المفرطة. ومع إطلاق صافرة نهاية الوقت الأصلي معلنة التعادل السلبي، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح مباشرةً، وفقاً للوائح البطولة، لحسم بطاقة العبور إلى النهائي.
لحظات الحسم: تألق عواد وهدف الجزيري
في أجواء مشحونة بالترقب والتوتر، بدأت ركلات الترجيح وسط تشجيع جماهيري كبير. أظهر لاعبو الفريقين رباطة جأش في البداية، حيث سجلت معظم الركلات بنجاح، مما عكس التدريب الجيد والتركيز العالي للاعبين تحت الضغط. لكن نقطة التحول جاءت عندما تصدى الحارس المخضرم محمد عواد ببراعة فائقة لركلة ترجيح حاسمة من أحد لاعبي بيراميدز، مانحاً فريقه الأفضلية المعنوية والنفسية. هذا التصدي أشعل حماس لاعبي الزمالك وأعاد الثقة إليهم، في حين وضع ضغطاً إضافياً على لاعبي بيراميدز. وبعد سلسلة من الركلات الناجحة من لاعبي الزمالك، جاء الدور على المهاجم التونسي الدولي سيف الدين الجزيري لتسديد الركلة الأخيرة، التي كانت كفيلة بمنح الزمالك الفوز. وبكل هدوء وثقة، سدد الجزيري الكرة بنجاح في الشباك، معلناً فوز الزمالك بنتيجة 5-4 في ركلات الترجيح وتأهله المستحق للنهائي، وسط احتفالات صاخبة من لاعبيه وجهازه الفني.
إسهامات اللاعبين المحورية وتأثيرها
لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي لعبه الثنائي محمد عواد وسيف الدين الجزيري في حسم هذه المواجهة. أثبت عواد مرة أخرى أنه حارس يعتمد عليه في اللحظات الحاسمة، وقدرته على إنقاذ ركلات الترجيح ليست بالجديدة عليه، مما يجعله صمام أمان للفريق. كان تصديه لركلة الجزاء بمثابة الشرارة التي أشعلت الأمل في نفوس زملائه وأربكت حسابات الخصم. أما الجزيري، فقد أظهر برود أعصاب استثنائياً تحت ضغط هائل. تسجيل الركلة الحاسمة التي تقود الفريق إلى النهائي يتطلب شجاعة كبيرة وتركيزاً مطلقاً، وهو ما أظهره المهاجم التونسي ببراعة. هذان الأداءان الفرديان، إلى جانب الجهد الجماعي والتزام الفريق بالخطة، كانا مفتاح الفوز في هذه المواجهة المعقدة.
الآثار المترتبة على الفوز والطريق إلى النهائي
يمثل هذا الفوز دفعة معنوية هائلة لنادي الزمالك في مسيرته هذا الموسم. فالتأهل إلى نهائي بطولة بحجم كأس السوبر يمنح الفريق ثقة كبيرة ويؤكد قدرته على المنافسة على الألقاب، وهو أمر بالغ الأهمية لأي نادٍ كبير. يعزز هذا الإنجاز من الروح المعنوية للاعبين والجهاز الفني، ويوحد صفوف الجماهير خلف فريقها. من المتوقع أن يواجه الزمالك في النهائي الفائز من المباراة الأخرى في نصف النهائي، والتي غالباً ما تشمل فرقاً قوية مثل الأهلي، مما ينذر بنهائي مثير ومرتقب يترقبه عشاق كرة القدم المصرية والعربية. أما بالنسبة لبيراميدز، فإن الخروج من نصف النهائي بهذه الطريقة يمثل خيبة أمل كبيرة، خاصة مع طموحات النادي العالية في تحقيق الألقاب. سيجعل هذا الإقصاء إدارة النادي تعيد تقييم بعض الجوانب الفنية والإدارية، في محاولة لتجاوز هذه العقبة في البطولات القادمة. يبقى الهدف الأسمى للزمالك الآن هو التتويج باللقب، ليكون بداية موسم ناجحة ومليئة بالإنجازات.





