الزمالك يتحرك عاجلاً لحسم ملف زيزو وتفادي الشكاوى المحتملة

في تطورات متسارعة، شهدت الساحة الرياضية المصرية خلال الأسابيع الأخيرة، وتحديداً منذ منتصف شهر أكتوبر 2023، تحركاً مكثفاً وعاجلاً من قبل إدارة نادي الزمالك بهدف وضع نقطة نهاية لملف النجم الدولي أحمد سيد زيزو، لاعب الفريق الأول لكرة القدم. يأتي هذا الحراك في ظل تزايد التقارير والشائعات حول مستقبل اللاعب وإمكانية لجوئه أو وكيله إلى تقديم شكاوى رسمية ضد النادي تتعلق بمستحقات مالية متأخرة أو بنود تعاقدية لم يتم الوفاء بها. تسعى الإدارة البيضاء، من خلال هذا التحرك، إلى استباق أي تصعيد قد يضر باستقرار الفريق ويؤدي إلى عقوبات محتملة.

خلفية الأزمة والمطالبات الأساسية

تتمحور الأزمة الرئيسية بين نادي الزمالك واللاعب أحمد سيد زيزو، والذي يمثله والده ووكيل أعماله، حول مجموعة من القضايا المالية والتعاقدية العالقة. يُعتبر زيزو، البالغ من العمر 27 عاماً، أحد الركائز الأساسية للفريق وأحد أبرز نجوم الكرة المصرية في المواسم الأخيرة، حيث قدم مستويات ثابتة ومؤثرة قادت الفريق لتحقيق عدة ألقاب. وقد أدى هذا التألق إلى ارتفاع قيمته السوقية وتزايد المطالبات من جانب اللاعب ووكيله بتعديل عقده ليتناسب مع هذا التطور، فضلاً عن تسوية مستحقات مالية سابقة.

• المستحقات المالية المتأخرة: تشمل بدلات ومكافآت من مواسم سابقة لم يتم صرفها بشكل كامل، بالإضافة إلى أجزاء من راتبه الحالي.
• بنود العقد: رغبة اللاعب في مراجعة وتعديل بعض بنود العاقد المبرم، والذي يمتد حتى صيف 2025، ليعكس قيمته الفنية ومكانته كأحد أفضل اللاعبين في الدوري.
• عروض الاحتراف: تلقى اللاعب عدة عروض مغرية من أندية خليجية، أبرزها من الدوري السعودي، مما يزيد من الضغط على إدارة الزمالك لتأمين بقائه.
• تأثير الأزمة المالية للنادي: يواجه نادي الزمالك تحديات مالية كبيرة في الفترة الأخيرة، بما في ذلك أزمات تتعلق بحظر القيد الدولي، مما أثر على قدرة النادي على سداد مستحقات اللاعبين في أوقاتها المحددة.

تفاصيل التحرك العاجل والإجراءات المتخذة

كشفت مصادر مطلعة داخل القلعة البيضاء أن إدارة النادي، ممثلة في رئيس اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الكرة وأعضاء مجلس الإدارة الجدد، قد عقدت سلسلة من الاجتماعات السرية والمفتوحة مع والد اللاعب ووكيل أعماله. الهدف من هذه الاجتماعات كان واضحاً: الوصول إلى حل جذري ومرضٍ لكافة الأطراف يضمن استمرار زيزو مع الفريق وتجنب أي لجوء للجهات الرسمية.

الـ "طلب العاجل" من الزمالك، الذي ورد في عنوان الخبر، يُقصد به مجموعة من الإجراءات والتحركات الاستباقية التي قام بها النادي لتجنب سيناريو الشكوى. من بين هذه الإجراءات:

تمثلت هذه التحركات في تقديم عرض جديد للاعب يتضمن تسوية فورية لجزء من المستحقات المتأخرة، ووضع جدول زمني واضح لسداد بقية المبالغ، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تعديل بعض بنود العقد لتحسين شروطه بما يرضي اللاعب. تهدف هذه الخطوات إلى بناء جسر من الثقة والتفاهم لمنع أي تصعيد محتمل يمكن أن يؤدي إلى:

• شكوى للاتحاد المصري لكرة القدم: قد يلجأ اللاعب إلى تقديم شكوى للجنة فض المنازعات بالاتحاد المصري لكرة القدم للمطالبة بمستحقاته.
• شكوى للاتحاد الدولي (الفيفا): في حال عدم التوصل لاتفاق محلي، قد يتصاعد الأمر إلى الفيفا، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على النادي تشمل حظر قيد لاعبين جدد أو غرامات مالية كبيرة، وهو ما حدث للنادي في أوقات سابقة.

تؤكد الإدارة البيضاء حرصها على الحفاظ على اللاعب، ليس فقط لقيمته الفنية الكبيرة، بل أيضاً لكونه أحد أبناء النادي ومن اللاعبين المحبوبين لدى الجماهير.

أهمية حسم ملف زيزو وتداعياته المستقبلية

يمثل أحمد سيد زيزو القلب النابض للفريق، فهو الهداف الأول وصانع الألعاب الرئيسي، ويقدم أداءً استثنائياً في مركز الجناح والمهاجم الثاني. تأثيره لا يقتصر على الأهداف والتمريرات الحاسمة فحسب، بل يمتد إلى دوره القيادي في الملعب ورفع معنويات زملائه. خسارة لاعب بمثل هذه الإمكانيات، أو استمرار حالة عدم الاستقرار حول مستقبله، يمكن أن تكون لها تداعيات كارثية على أداء الفريق وطموحاته في المنافسات المحلية والقارية، خاصة وأن الزمالك يسعى لاستعادة مكانته على قمة الكرة المصرية بعد فترة من التذبذب في النتائج.

لذلك، فإن حسم ملفه بشكل إيجابي ليس مجرد تسوية مالية أو تعاقدية، بل هو قرار استراتيجي للحفاظ على تماسك الفريق واستقراره الفني والنفسي. إن إغلاق هذا الملف سيوفر التركيز اللازم للاعبين والجهاز الفني للتركيز بشكل كامل على التحديات الرياضية القادمة، بعيداً عن ضغوط الشائعات والقضايا الإدارية.

من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة إعلاناً رسمياً من قبل نادي الزمالك حول التوصل لاتفاق نهائي مع اللاعب ووكيله، يؤكد بقاءه وتفادي أي شكاوى مستقبلية، مما يعيد الهدوء والاستقرار للجماهير البيضاء.