العثور على رئيس محكمة متوفياً داخل استراحة القضاة بالإسكندرية
في واقعة مأساوية شهدتها الأوساط القضائية في مصر، تم العثور على رئيس إحدى المحاكم في محافظة الإسكندرية متوفياً داخل استراحة القضاة، وذلك في يوم الأحد، 29 أكتوبر 2023. وقد أثارت الحادثة حالة من الصدمة والحزن، وفتحت الباب أمام تحقيقات موسعة من قبل النيابة العامة لكشف ملابسات الوفاة.

تفاصيل الحادث
المستشار المتوفى هو أيمن رمضان، والذي كان يشغل منصب رئيس محكمة جنح مستأنف الرمل بالإسكندرية. ووفقاً للمعلومات الأولية، فقد أنهى المستشار عمله بشكل طبيعي في ذلك اليوم وعقد جلساته القضائية المعتادة. بعد انتهاء دوامه، توجه إلى استراحة القضاة الواقعة في منطقة سموحة، وهو المكان الذي عُثر فيه على جثمانه لاحقاً.
وقد اكتشف زملاؤه والعاملون في الاستراحة الواقعة بعد أن لاحظوا غيابه. عند التحقق من الأمر، وجدوه مصاباً بطلق ناري، وبجواره سلاحه الشخصي المرخص. على الفور، تم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي سارعت إلى المكان وفرضت طوقاً أمنياً حوله.
التحقيقات الأولية والإجراءات القضائية
باشرت النيابة العامة في شرق الإسكندرية التحقيق في الحادث فور تلقيها البلاغ. وقد انتقل فريق من المحققين وخبراء الأدلة الجنائية إلى مسرح الواقعة لإجراء المعاينات اللازمة وجمع الأدلة. وقد أصدرت النيابة عدة قرارات حاسمة في الساعات الأولى من التحقيق، شملت ما يلي:
- نقل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحه وتحديد سبب الوفاة الدقيق ووقت حدوثها.
- التحفظ على السلاح الناري الذي عُثر عليه بجوار الجثمان وإرساله للمعمل الجنائي لفحصه ومطابقة المقذوفات.
- تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة داخل وخارج استراحة القضاة لمراجعة التحركات الأخيرة للمستشار ومن دخل أو خرج من المبنى.
- الاستماع إلى أقوال شهود العيان من زملاء القاضي والعاملين بالاستراحة حول الساعات الأخيرة في حياته.
وأفادت التحريات المبدئية بأن المستشار الراحل كان قد أنهى عمله دون أن تظهر عليه أي علامات غير طبيعية، مما زاد من غموض الواقعة وصدمة المحيطين به. وتواصل النيابة تحقيقاتها لتحديد ما إذا كانت هناك أي شبهة جنائية وراء الحادث أم أنه ناتج عن دوافع شخصية.
خلفية وتأثير الواقعة
يُعرف عن المستشار أيمن رمضان بأنه كان يتمتع بسمعة طيبة في الأوساط القضائية، ويشهد له زملاؤه بالكفاءة والنزاهة. لم تشر المعلومات الأولية إلى معاناته من أي أزمات مالية أو مشاكل شخصية معروفة، وهو ما جعل الحادث مفاجئاً للجميع.
وتعتبر مثل هذه الحوادث نادرة داخل الهيئات القضائية، وقد خلّفت أثراً كبيراً من الحزن والأسى بين القضاة والمحامين في الإسكندرية ومختلف أنحاء البلاد. كما سلطت الضوء على الضغوط النفسية والمهنية التي قد يتعرض لها العاملون في السلك القضائي. وتتابع الأوساط القانونية مجريات التحقيق باهتمام بالغ، أملاً في الوصول إلى الحقيقة الكاملة وراء هذه النهاية المأساوية.





