الفنان التشكيلي محمود حامد للشباب: الشغف والاستمرارية دعامتان أساسيتان للموهبة
وجه الفنان التشكيلي البارز، الدكتور محمود حامد، رسالة هامة إلى الشباب الطامحين في مجالات الفن والإبداع، مؤكداً أن الموهبة وحدها، بالرغم من كونها نقطة انطلاق أساسية، لا تكفي لتحقيق النجاح المنشود أو الاستمرارية في المسيرة الفنية. وقد جاءت هذه التصريحات خلال حوار صحفي أُجري معه مؤخراً، حيث شدد على أهمية وجود عوامل مكملة للموهبة الفطرية.

الخلفية وأهمية الرسالة
يُعد الدكتور محمود حامد من الشخصيات الفنية المرموقة التي لها بصمات واضحة في المشهد التشكيلي، ويمتلك خبرة واسعة تمتد لعقود. تأتي نصيحته هذه من واقع تجربته الفنية الثرية، وتأتي في وقت يواجه فيه العديد من الشباب تحديات جمة في مساراتهم الإبداعية، بما في ذلك التنافس الشديد والحاجة إلى التميز المستمر. رسالته تهدف إلى توجيه هؤلاء الشباب نحو فهم أعمق لمتطلبات النجاح الحقيقي، والذي يتجاوز مجرد امتلاك قدرة فنية خام.
أبعاد الشغف والاستمرارية والتجريب
أوضح حامد أن معادلة النجاح الفني تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية لا غنى عنها: الشغف، والاستمرارية، والتجريب الدائم. هذه العناصر تعمل معاً لتصقل الموهبة وتحولها من مجرد إمكانية إلى إنجاز ملموس ومستدام.
- الشغف: وصف حامد الشغف بأنه الوقود الداخلي الذي يدفع الفنان للاستكشاف والابتكار والتغلب على الصعوبات. إنه ليس مجرد اهتمام عابر، بل هو دافع عميق يدفع الفرد لتكريس وقته وجهده وطاقته لمجاله الفني، حتى في ظل غياب المكافآت الفورية. الشغف هو ما يحافظ على الروح الإبداعية متقدة ويمنع اليأس من التسلل.
- الاستمرارية: أكد الفنان على أن الممارسة المنتظمة والعمل الدؤوب لا يقلان أهمية عن الموهبة نفسها. فالموهبة تنضج وتتطور عبر التكرار والتمرين المستمر والتحدي الذاتي. الاستمرارية تعني الالتزام بالعمل الفني بانتظام، حتى في الأيام التي قد لا يكون فيها الإلهام حاضراً بقوة. هذا الالتزام هو الذي يبني الخبرة ويزيد من المهارة التقنية ويعمق الفهم الفني.
- التجريب الدائم: شدد حامد على ضرورة عدم الاكتفاء بأسلوب واحد أو منطقة راحة معينة. فالتحسين المستمر يتطلب من الفنان أن يكون جريئاً في تجربة تقنيات جديدة، ومواد مختلفة، وأفكار مبتكرة. التجريب يفتح آفاقاً جديدة للإبداع ويساعد الفنان على اكتشاف أساليبه الفريدة وتطوير صوته الفني الخاص، مما يحميه من الوقوع في فخ التكرار والركود.
لماذا تهم هذه الرسالة؟
تكتسب رسالة الدكتور محمود حامد أهمية خاصة لأنها تتصدى لتصور شائع بأن الموهبة الفطرية هي كل ما يحتاجه الفنان. في الواقع، التاريخ الفني مليء بقصص المواهب التي تلاشت بسبب غياب الالتزام والشغف. بالمقابل، هناك العديد من الأمثلة لأفراد ربما لم يولدوا بموهبة خارقة، ولكن بفضل شغفهم وعملهم الدؤوب وتجاربهم المستمرة، تمكنوا من تحقيق إنجازات فنية باهرة.
إن هذه النصيحة تقدم خريطة طريق واضحة للشباب، ليس فقط في مجال الفن التشكيلي، بل في أي مجال إبداعي أو مهني يتطلب التفوق والتميز. فهي تؤكد أن النجاح هو نتيجة لمزيج متوازن من القدرة الكامنة والجهد المستمر والحب الحقيقي لما يفعله المرء.
واختتم حامد حديثه بالتأكيد على أن كل شاب لديه بذرة موهبة، ولكن كيفية رعاية هذه البذرة وتوفير الظروف المناسبة لنموها هي التي تحدد حجم الشجرة التي ستنمو، مشدداً على أن الشغف والاستمرارية والتجريب هي التربة الخصبة التي تحتاجها الموهبة لتزهر وتؤتي ثمارها.





