معرض «تجربة شخصية» في طنطا: 23 عملاً فنياً يستعرض التجارب الذاتية للفنانين التشكيليين
افتُتح مؤخراً، في خطوة تهدف إلى إثراء المشهد الفني بالمحافظات المصرية، معرض «تجربة شخصية» بالمركز الثقافي في مدينة طنطا. يأتي هذا الحدث الفني البارز ضمن جهود الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت إشراف وتوجيهات اللواء خالد اللبان، ليقدم للجمهور نافذة على عوالم الفنانين التشكيليين الداخلية، عبر 23 عملاً فنياً تعكس تجاربهم الذاتية والرؤى الشخصية.

يمثل هذا المعرض المحطة الرابعة ضمن «مشروع المعارض الطوافة»، وهو مبادرة وطنية تتبناها وزارة الثقافة المصرية. يهدف المشروع إلى تنشيط الحركة التشكيلية والفنية خارج العاصمة، وإتاحة الفرصة للفنانين في الأقاليم لعرض إبداعاتهم، وفي الوقت ذاته، تشجيع التفاعل المباشر والحيوي بين الأعمال الفنية والجمهور في مختلف المحافظات.
خلفية المعرض وأهدافه
تُعد فكرة معرض «تجربة شخصية» محاولة لكسر الحواجز التقليدية بين الفنان والمتلقي، حيث يدعو الفنانون الجمهور لاكتشاف جوانب من مسيرتهم الحياتية والفنية، وما تشكله تلك التجارب من مصدر إلهام لأعمالهم. يتجلى ذلك في التنوع الكبير للأعمال المعروضة، التي تشمل لوحات ومنحوتات وتجهيزات فنية، كل منها يحكي قصة فريدة أو يجسد شعوراً عميقاً.
لا يقتصر الهدف من هذه المعارض على العرض الفني فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الحوار الثقافي والفني، واكتشاف المواهب الجديدة في الأقاليم، وتوفير منصة للمبدعين للتعبير عن أنفسهم. كما تسهم هذه المبادرات في دمج الفنون التشكيلية ضمن النسيج الثقافي اليومي للمجتمعات المحلية، مما يعمق الصلة بين الفن والحياة اليومية للمواطنين.
دور الهيئة العامة لقصور الثقافة
تضطلع الهيئة العامة لقصور الثقافة بدور محوري في تنفيذ رؤية وزارة الثقافة الرامية إلى نشر الوعي الفني والثقافي في ربوع مصر. من خلال إطلاق واستضافة فعاليات مثل «مشروع المعارض الطوافة»، تعمل الهيئة على تحقيق اللامركزية الثقافية، وتوصيل الخدمات الثقافية والفنية إلى كافة الشرائح المجتمعية. يبرز هذا المعرض في طنطا كنموذج ناجح لتلك الجهود، حيث يوفر مساحة فنية راقية تليق بأعمال الفنانين وبذوق الجمهور.
الأهمية الثقافية والتأثير المجتمعي
تكتسب هذه المعارض أهمية خاصة في الوقت الراهن، إذ تساهم في:
- تنشيط الحركة الفنية: تحريك الركود الفني المحتمل في المناطق البعيدة عن المراكز الثقافية الكبرى.
- دعم الفنانين: تقديم فرصة حقيقية للفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم والحصول على التقدير اللازم.
- تثقيف الجمهور: تعريف أفراد المجتمع، وخاصة الشباب، بمختلف المدارس والأساليب الفنية.
- تعزيز الهوية الثقافية: إظهار غنى التعبير الفني المصري وتنوعه.
بهذه المبادرات، تسعى وزارة الثقافة إلى بناء جسور التواصل بين المبدعين والجمهور، وإرساء دعائم لبيئة فنية وثقافية حيوية ومستدامة في جميع أنحاء الجمهورية.





