أم متهمة بتعذيب طفليها وربطهما في طنطا: كشف تفاصيل صادمة
شهدت مدينة طنطا بمحافظة الغربية حادثة مؤلمة ومروعة شغلت الرأي العام في أواخر العام الماضي، حيث وجهت اتهامات لأم بتعذيب طفليها الصغيرين بوحشية. تفجرت القضية بعد انتشار مقطع فيديو صادم على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وثّق اللحظات المروعة للإساءة، مما أثار موجة غضب عارمة ومطالبات بالعدالة وتدخل السلطات.

خلفية الواقعة: الفيديو الصادم والاستجابة الأولية
تجلت بشاعة الواقعة عندما بدأ تداول مقطع فيديو مصور يظهر طفلين صغيرين، أحدهما ذكر والآخر أنثى، وهما مقيدان بالحبال داخل حمام، ويبدو عليهما آثار الضرب والإجهاد الشديد. أثارت هذه المشاهد القاسية استنكاراً مجتمعياً واسعاً ودعوات للتحرك الفوري لإنقاذ الأطفال ومعاقبة المسؤولين. المقطع أظهر بوضوح الحالة المزرية للطفلين والخوف الذي كان يسيطر عليهما، وهو ما دفع الآلاف لمشاركته والضغط على الجهات المعنية.
فور رصد الفيديو وتصاعد موجة الغضب الشعبي، تحركت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية بسرعة قياسية. تمكنت فرق البحث والتحري من تحديد هوية الأم ومكان سكنها في طنطا خلال ساعات قليلة من انتشار المقطع. وقد أظهرت الاستجابة السريعة للسلطات جدية التعامل مع قضايا العنف ضد الأطفال، وعكس التزام الدولة بحماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. تم على الفور تشكيل فريق عمل أمني متخصص لمتابعة القضية من كافة جوانبها.
تطورات التحقيق: القبض على الأم والتحقيقات النيابية
بناءً على التحريات الأولية، نجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على الأم المتهمة، والتي تدعى ش.ج.م، في منزلها بمدينة طنطا. تم اقتيادها إلى قسم الشرطة حيث بدأت التحقيقات معها حول ملابسات الواقعة وسبب إقدامها على تعذيب طفليها بهذه الطريقة البشعة. وقد واجهت الأم اتهامات مبدئية بالشروع في التعذيب وإيذاء الأطفال وتعريض حياتهم للخطر.
تولت النيابة العامة بطنطا التحقيق في القضية، وأمرت بحبس الأم على ذمة التحقيقات. أفادت التقارير الأولية للنيابة بأن الأم أقرت ببعض تفاصيل الواقعة، وعزت أفعالها إلى ضغوط نفسية وأسرية كانت تمر بها، إلا أن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال العنف الموجه ضد أطفالها. كما أمرت النيابة بعرض الطفلين على الطب الشرعي لإعداد تقرير مفصل حول الإصابات التي لحقت بهما وتحديد مدى الضرر الجسدي والنفسي الذي تعرضا له. تهدف هذه الخطوة إلى جمع الأدلة الكافية لتدعيم القضية الجنائية ضد الأم المتهمة.
تشمل التهم الموجهة للأم جنايات تعذيب وإساءة معاملة الأطفال وتعريض حياتهم للخطر، وهي جرائم يعاقب عليها القانون المصري بعقوبات مشددة تصل إلى السجن، وذلك في إطار حماية حقوق الطفل المنصوص عليها في التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية. التحقيقات ما زالت مستمرة لكشف كافة الأبعاد والدوافع وراء هذه الجريمة المروعة، ومن المتوقع أن يتم إحالة الأم إلى المحكمة الجنائية فور استكمال الإجراءات القانونية.
ردود الفعل المجتمعية والرسمية: إدانة واسعة ودعوات للحماية
أثارت الواقعة ردود فعل واسعة النطاق في الأوساط المصرية، حيث عبر الآلاف عن سخطهم وغضبهم الشديد من مستوى العنف الذي تعرض له الطفلان. تصدرت القضية اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا حملات للمطالبة بإنزال أقصى العقوبات بالأم المتهمة، وتجديد الدعوات لتكثيف الجهود لمكافحة العنف ضد الأطفال. النشطاء والجمعيات المدافعة عن حقوق الطفل شددوا على ضرورة تفعيل آليات الرصد والتدخل المبكر لحماية الأطفال المعرضين للخطر.
وعلى الصعيد الرسمي، استنكرت المؤسسات الحكومية، ومنها وزارة التضامن الاجتماعي والمجالس المتخصصة بحماية الطفولة، هذه الجريمة البشعة. تم اتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة الطفلين وتوفير الرعاية اللازمة لهما. كما عادت هذه الحادثة لتسلط الضوء مجدداً على ظاهرة العنف الأسري، وتبرز أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة الإبلاغ عن حالات الإساءة للأطفال، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تعاني من ضغوط قد تدفعها لارتكاب مثل هذه الأفعال.
تعد هذه القضية بمثابة تذكير مؤلم بالثغرات في منظومة حماية الطفل، وتؤكد على الدور الحيوي للمجتمع بأكمله في رصد أي انتهاكات والإبلاغ عنها، بالإضافة إلى أهمية التدخل الحكومي الفوري والحاسم لضمان أمن وسلامة أجيال المستقبل.
مصير الطفلين: الرعاية والدعم النفسي
بعد إنقاذهما، تم نقل الطفلين إلى إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، حيث يتلقيان الرعاية الطبية والنفسية المتخصصة. يعمل الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون على إعادة تأهيل الطفلين لمساعدتهما على تجاوز هذه التجربة المؤلمة، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهما بعيداً عن أي أذى مستقبلي.
سيتم تحديد المصير طويل الأمد للطفلين بمعرفة الجهات المختصة في وزارة التضامن، وقد يشمل ذلك إيجاد عائلة حاضنة مناسبة أو توفير إقامة دائمة في إحدى دور الرعاية، مع ضمان متابعة حالتهما الصحية والنفسية بانتظام. الأولوية القصوى هي تحقيق التعافي الكامل للطفلين وضمان نموهما في بيئة صحية داعمة.




