ياسين التهامي يختتم احتفالات مولد السيد البدوي في طنطا بأمسية إنشادية
في أجواء روحانية حاشدة، اختتم عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامي فعاليات مولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وذلك في الليلة الختامية للاحتفالات التي أقيمت في أواخر شهر أكتوبر. وقد شهد الحفل حضور مئات الآلاف من مريديه ومحبي الإنشاد الديني من مختلف محافظات مصر، الذين توافدوا إلى ساحة مسجد الأحمدي للمشاركة في هذا الحدث الديني والثقافي السنوي البارز.

خلفية عن مولد السيد البدوي
يُعد مولد السيد أحمد البدوي واحدًا من أكبر الاحتفالات الدينية الشعبية في مصر، حيث يتم تنظيمه سنويًا في مدينة طنطا لإحياء ذكرى ميلاد الإمام أحمد البدوي، وهو أحد أبرز أقطاب التصوف في القرن الثالث عشر الميلادي. يجذب المولد ملايين الزوار من أتباع الطرق الصوفية والمواطنين من جميع أنحاء البلاد، مما يحول المدينة على مدار أسبوع إلى مركز حيوي للفعاليات الدينية والثقافية والتجارية.
توقفت هذه الاحتفالات لسنوات قليلة بسبب الإجراءات الاحترازية المتعلقة بجائحة فيروس كورونا، لكنها عادت بقوة في السنوات الأخيرة، لتعكس مدى ارتباط المصريين بتراثهم الديني والشعبي. وتتضمن فعاليات المولد حلقات الذكر والمدائح النبوية، بالإضافة إلى الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الطرق الصوفية للزوار.
تفاصيل الليلة الختامية
تعتبر الليلة الختامية هي ذروة احتفالات المولد، حيث يترقبها الجميع للاستماع إلى كبار المنشدين. وكما جرت العادة، كان الشيخ ياسين التهامي هو نجم الحفل الختامي بلا منازع. وقد أُقيم مسرح كبير في محيط المسجد الأحمدي لاستيعاب الحشود الغفيرة التي جاءت خصيصًا للاستمتاع بفن الإنشاد الأصيل.
بدأت الأمسية بفقرات إنشادية قدمها عدد من المنشدين، من بينهم نجله الشيخ محمود التهامي، الذي مهد الأجواء للحفل الرئيسي. ومع صعود الشيخ ياسين التهامي على المسرح، علت أصوات الحاضرين بالتهليل والتكبير، تعبيرًا عن حبهم وتقديرهم لمكانته الفنية والروحية. وعلى مدار عدة ساعات، قدم التهامي مجموعة من أشهر قصائده وابتهالاته في مدح النبي وآل البيت، متفاعلًا مع جمهوره الذي ردد معه كلمات القصائد في مشهد مهيب.
أهمية الحدث ودلالاته
لا تقتصر أهمية هذا الحدث على كونه مجرد حفل فني، بل يحمل دلالات ثقافية واجتماعية عميقة. فهو يمثل استمرارية لتقليد شعبي متجذر في الوجدان المصري، ويؤكد على الحضور القوي للثقافة الصوفية في المجتمع. كما يُظهر الحضور الجماهيري الضخم مدى شعبية فن الإنشاد الديني وقدرته على جذب مختلف الفئات العمرية.
ويُعد ظهور الشيخ ياسين التهامي في هذه المحافل تأكيدًا على دوره كأيقونة ثقافية ورمز من رموز التراث الشفهي الديني في مصر والعالم العربي. إن نجاح هذه الليلة الختامية لا يعكس فقط مكانة المنشد، بل يشير أيضًا إلى تعطش الجمهور لهذه النوعية من الفعاليات الروحانية التي تجمع بين الفن والإيمان في نسيج واحد.





