نشأت الديهي يدافع عن احتفالات مولد السيد البدوي ويعتبرها دليلاً على حيوية المجتمع المصري
في تعليقات أثارت اهتماماً واسعاً خلال شهر أكتوبر 2023، دافع الإعلامي المصري نشأت الديهي عن الاحتفالات الشعبية بمولد السيد أحمد البدوي في مدينة طنطا، واصفاً إياها بأنها انعكاس لـ"حيوية الأمة المصرية". جاءت تصريحاته في برنامجه "بالورقة والقلم"، الذي يُبث على قناة "TeN" الفضائية، رداً على انتقادات وجهت لهذه الاحتفالات، خاصة من قبل تيارات دينية تعتبرها بدعة.

خلفية الحدث: احتفالات مولد السيد البدوي
يُعد مولد السيد البدوي واحداً من أكبر الاحتفالات الدينية والشعبية في مصر، حيث يجذب ملايين الزوار سنوياً إلى مدينة طنطا بمحافظة الغربية. ويقام المولد تكريماً للشيخ الصوفي أحمد البدوي، الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي ويُعتبر من أبرز الأولياء في التراث الإسلامي المصري. تتضمن الاحتفالات، التي تستمر لأسبوع، طقوساً دينية مثل حلقات الذكر والإنشاد، إلى جانب فعاليات اجتماعية واقتصادية تجعل من الحدث ظاهرة ثقافية متكاملة.
أبرز نقاط دفاع الديهي
خلال حديثه، سعى الديهي إلى تفنيد الانتقادات الموجهة للمولد، مؤكداً على الطبيعة التعددية للحدث والمشاركين فيه. وقد ركز على عدة نقاط جوهرية لشرح وجهة نظره:
- تنوع المشاركين: أشار إلى أن زوار المولد، الذين قدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين شخص، يمثلون شريحة واسعة من المجتمع المصري. فمن بينهم المتدينون، وأتباع الطرق الصوفية، وتجار يبحثون عن فرصة اقتصادية، وزوار بهدف السياحة أو الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
- التصدي لاتهامات البدعة: رد الديهي بشكل مباشر على من يصفون طقوس المولد بالبدعة، وهم غالباً من أتباع تيارات إسلامية محافظة. وأكد أن هذه الممارسات هي جزء من التقاليد الشعبية المصرية وجذورها ضاربة في عمق ثقافة المجتمع، وأنها تعبر عن محبة المصريين لآل البيت والأولياء الصالحين.
- احترام جميع الفئات: رفض الديهي توصيف المشاركين في المولد بأوصاف سلبية، مؤكداً أنهم يمثلون نسيج المجتمع بكل فئاته، من العلماء والأثرياء إلى البسطاء والفقراء، وأن الجميع يجتمعون في ساحة واحدة.
دلالة المقارنة بين طنطا والجونة
كانت أبرز النقاط في حديث الديهي هي مقارنته الرمزية بين مدينة طنطا، التي تحتضن المولد، ومنتجع الجونة السياحي الشهير. حيث قال: "أنا شايف أن طنطا بحطها جنب الجونة وبقول ده حيوية دولة وأمة مصرية". تكمن أهمية هذه المقارنة في أنها تضع التعبير الديني الشعبي التقليدي (طنطا) على قدم المساواة مع التعبير الثقافي الحديث والنخبوي (الجونة). من خلال ذلك، يرى الديهي أن كلاً منهما يمثل وجهاً من أوجه حيوية مصر وتنوعها، فلا ينبغي أن يُنظر إلى أحدهما على أنه أكثر أهمية أو "مصرية" من الآخر. هذه المقارنة تهدف إلى التأكيد على أن قوة المجتمع المصري تكمن في قدرته على استيعاب هذه التعبيرات الثقافية المتنوعة معاً.
السياق والأهمية
تكتسب تصريحات نشأت الديهي أهميتها من كونها تأتي في سياق نقاش مجتمعي أوسع حول الهوية المصرية والتراث الديني الشعبي. ففي حين تسعى بعض التيارات إلى فرض رؤية أحادية للدين، تبرز مثل هذه التصريحات، خاصة من إعلامي بارز، دعماً للتعددية الثقافية والدينية التي تميز مصر تاريخياً. كما تعكس هذه التصريحات رؤية تتبناها أوساط رسمية وإعلامية تعتبر هذه الموالد والاحتفالات جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني ووسيلة لتعزيز الهوية المصرية في مواجهة الأيديولوجيات المتشددة.





