الكشف عن إحباط مخطط إيراني لاغتيال السفير الإسرائيلي في المكسيك
أعلنت مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية، في الساعات الأخيرة، عن إحباط مؤامرة وصفتها بـ"الخطيرة" كانت تهدف إلى اغتيال السفير الإسرائيلي لدى المكسيك. وبحسب التقارير الأولية، فإن المخطط تم تدبيره من قبل عناصر مرتبطة بإيران، وجرى إحباطه بفضل عملية استخباراتية مشتركة ومعقدة شاركت فيها وكالات من الدول الثلاث: الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمكسيك.

تفاصيل العملية والاستخباراتية
وفقًا للمعلومات التي كشف عنها مسؤولون فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، بدأت خيوط المؤامرة تتكشف بعد اعتراض اتصالات مشفرة بين خلية تنفيذية في المكسيك وجهات يُعتقد أنها تابعة لـفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. وقد قامت وكالات الاستخبارات الأمريكية بتزويد نظيرتها المكسيكية والإسرائيلية بالمعلومات الأولية، مما أدى إلى بدء عملية مراقبة مكثفة للمشتبه بهم على الأراضي المكسيكية.
أوضحت المصادر أن العملية المشتركة استمرت لعدة أسابيع، حيث تمكنت السلطات المكسيكية من تحديد هوية أفراد الخلية ورصد تحركاتهم التي شملت مراقبة مقر السفارة الإسرائيلية في مكسيكو سيتي، ومسارات تنقل السفير. وأكد المسؤولون أن المخطط كان في مراحل متقدمة من الإعداد، وأن التدخل جاء في الوقت الحاسم قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ. وأسفرت المداهمات التي نفذتها القوات المكسيكية عن اعتقال عدد من المشتبه بهم ومصادرة مواد كان من الممكن استخدامها في الهجوم.
خلفية التوترات بين إيران وإسرائيل
يأتي هذا الحادث في سياق ما يُعرف بـ"حرب الظل" المستمرة منذ سنوات بين إيران وإسرائيل. وتشمل هذه المواجهة غير المباشرة هجمات سيبرانية، وعمليات استخباراتية، واستهداف مصالح كل طرف في مناطق مختلفة حول العالم. تتهم إسرائيل إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية واستخدام وكلائها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، بينما تتهم إيران إسرائيل باغتيال علمائها النوويين وتنفيذ هجمات ضد منشآت حيوية إيرانية.
ويرى المحللون أن اختيار المكسيك كساحة لتنفيذ مثل هذه العملية قد يعود إلى عدة أسباب، منها قربها الجغرافي من الولايات المتحدة، ووجود شبكات إجرامية يمكن استغلالها لتوفير الدعم اللوجستي، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن الرقابة الأمنية قد تكون أقل صرامة مقارنة بالدول الأوروبية أو أمريكا الشمالية. ويُذكر هذا المخطط بمؤامرة مماثلة تم إحباطها في عام 2011، كانت تستهدف اغتيال السفير السعودي في واشنطن، والتي اتُهمت إيران بالوقوف خلفها أيضًا.
ردود الفعل الأولية والتداعيات المحتملة
في أولى ردود الفعل، أشاد مسؤولون إسرائيليون بالتعاون الاستخباراتي الفعال مع الولايات المتحدة والمكسيك، مؤكدين أن هذا الحادث يمثل دليلاً آخر على "طبيعة النظام الإيراني الإرهابية وسعيه لنشر الفوضى عالميًا". من جانبها، لم تصدر الحكومة المكسيكية بيانًا رسميًا مفصلاً بعد، لكن يُتوقع أن تؤكد على سيادتها والتزامها بمكافحة الإرهاب على أراضيها.
أما في واشنطن، فقد أعرب مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن قلقهم البالغ إزاء الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في نصف الكرة الغربي. ومن المتوقع أن تنفي طهران أي علاقة لها بالمؤامرة، معتبرة هذه الاتهامات جزءًا من حملة دعائية تهدف إلى ممارسة المزيد من الضغط السياسي والاقتصادي عليها. قد يؤدي هذا الحادث إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أمريكا اللاتينية وزيادة التوتر الدبلوماسي بين المكسيك وإيران.





