الكشف عن مؤامرة إيرانية لاغتيال السفيرة الإسرائيلية في المكسيك
كشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، في الأيام الأخيرة، عن إحباط مخطط إيراني كان يستهدف اغتيال السفيرة الإسرائيلية في المكسيك، إينات كرانز-نيغر. وقد تم إفشال هذه المحاولة قبل عدة أشهر بفضل عملية استخباراتية مشتركة قادتها أجهزة الأمن المكسيكية بالتعاون الوثيق مع وكالات استخبارات أميركية وإسرائيلية، مما حال دون وقوع هجوم على الأراضي المكسيكية.

تفاصيل المخطط وكيفية إحباطه
وفقًا للمعلومات التي تم تداولها، يُعتقد أن فيلق القدس، وهو ذراع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، كان وراء التخطيط لهذه العملية. اعتمد المخطط على تجنيد عناصر محلية أو خلايا إجرامية داخل المكسيك لتنفيذ الهجوم، في محاولة لإبعاد الشبهات المباشرة عن طهران. وقد تضمنت الخطة مراقبة تحركات السفيرة وتحديد الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ الاغتيال.
جاء إحباط المؤامرة نتيجة لتعاون استخباراتي دولي رفيع المستوى. حيث قامت أجهزة استخبارات أميركية وإسرائيلية، بما في ذلك جهاز الموساد، برصد الاتصالات والتحركات المشبوهة المرتبطة بالخطة وتمرير معلومات دقيقة إلى السلطات المكسيكية. وبناءً على هذه المعلومات، تمكنت قوات الأمن المكسيكية من التحرك بشكل استباقي لتفكيك الشبكة المسؤولة عن التخطيط قبل أن تتمكن من تنفيذ الهجوم، مما ضمن سلامة السفيرة وطاقمها الدبلوماسي.
خلفية الصراع المستمر
لا يمكن فصل هذا الحادث عن سياق الصراع طويل الأمد وغير المعلن بين إيران وإسرائيل، والذي يُعرف غالبًا بـ "حرب الظل". يمتد هذا الصراع ليشمل جبهات متعددة، بما في ذلك الهجمات السيبرانية، واستهداف السفن التجارية المرتبطة بكلا البلدين، وسلسلة من عمليات الاغتيال التي طالت علماء نوويين إيرانيين، والتي تتهم فيها طهران إسرائيل بالوقوف خلفها. يمثل هذا المخطط تصعيدًا جديدًا بنقل المواجهة إلى أميركا اللاتينية، وهي منطقة تسعى فيها إيران لتعزيز نفوذها.
ردود الفعل الدولية
أكدت مصادر إسرائيلية صحة الأنباء، معربة عن امتنانها للتعاون المثمر مع كل من المكسيك والولايات المتحدة لإحباط هذا التهديد الخطير. ومن جانبهم، شدد مسؤولون أميركيون على أن هذا الحادث دليل آخر على الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء العالم، مؤكدين التزام واشنطن بأمن حلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل.
أما السلطات المكسيكية، فقد أكدت التزامها بحماية جميع البعثات الدبلوماسية على أراضيها، مشيرة إلى أن العملية تعكس قدرة أجهزتها الأمنية على التعامل مع التهديدات المعقدة. في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي فوري من طهران، ولكنها عادة ما تنفي مثل هذه الاتهامات وتصفها بأنها جزء من حملة دعائية ضدها.
الأهمية والدلالات
يسلط الكشف عن هذه المؤامرة الضوء على مدى امتداد الصراع الإيراني الإسرائيلي جغرافيًا، ويؤكد أن طهران مستعدة لاستخدام وكلاء محليين في مناطق بعيدة لتنفيذ عملياتها. كما يبرز الحادث الأهمية الحاسمة للتعاون الاستخباراتي الدولي في مكافحة الإرهاب الذي ترعاه الدول. ويبقى هذا التطور مؤشرًا على استمرار حالة التأهب الأمني القصوى لدى الأجهزة المعنية بمراقبة الأنشطة الإيرانية على الساحة الدولية.





