المتحف السعودي للفن المعاصر يستضيف الدورة الرابعة لمعرض "بينالسور" تحت شعار "هيا نلعب"
افتتحت هيئة المتاحف، التابعة لوزارة الثقافة السعودية، مؤخرًا النسخة السعودية الرابعة من بينالي الجنوب الدولي للفن المعاصر "بينالسور"، وذلك في المتحف السعودي للفن المعاصر بحي جاكس في الدرعية. يأتي المعرض تحت عنوان "هيا نلعب: متاهة من الخيارات"، ويهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات الفنية بين المملكة العربية السعودية والعالم من خلال إبراز الفنون المعاصرة.

نبذة عن "بينالسور" وتواجده الدولي
يُعد "بينالسور" بيناليًا دوليًا للفن المعاصر نشأ في الأرجنتين، تحديدًا من الجامعة الوطنية لـ "تريس دي فيبريرو" (UNTREF). يتميز هذا الحدث الفني بتفرده في تقديم فعالياته بشكل متزامن في أكثر من 120 مدينة عبر 27 دولة حول العالم. يهدف "بينالسور" إلى إنشاء شبكة عالمية من الفن والثقافة، متجاوزًا الحدود الجغرافية والسياسية، ومقدمًا منصة للفنانين والقيمين الفنيين والمؤسسات من مختلف القارات للتفاعل وتبادل الأفكار. منذ انطلاقته الأولى، ركز على بناء جسور ثقافية وتعزيز التفاهم المشترك من خلال لغة الفن المعاصر.
مشاركة المملكة العربية السعودية والدورة الرابعة
تُعد الدورة الحالية هي النسخة السعودية الرابعة من المعرض، مما يؤكد الشراكة المستمرة والناجحة بين المملكة و"بينالسور". هذه الاستضافة المتكررة تعكس التزام وزارة الثقافة وهيئة المتاحف بدعم الفن المعاصر وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي ودولي للثقافة والفنون. يمثل المتحف السعودي للفن المعاصر، الذي يقع في حي جاكس بالدرعية التاريخية، الموقع المثالي لهذه الفعالية، كونه مؤسسة حديثة مكرسة لعرض الفن المعاصر وتقديم مساحات للتعبير الإبداعي والتفاعل الثقافي، متماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تطوير القطاع الثقافي وتنويع مصادر الإبداع.
ثيمة المعرض: "هيا نلعب: متاهة من الخيارات"
تأتي ثيمة "هيا نلعب: متاهة من الخيارات" كمحور رئيسي للأعمال الفنية المعروضة، حيث تدعو الزوار والفنانين إلى استكشاف مفهوم اللعب ليس فقط كتسلية، بل كأداة للتفكير والتساؤل. تشجع هذه الثيمة على الغوص في تعقيدات اتخاذ القرارات البشرية وتداعياتها، وكيف يمكن للخيارات المتعددة أن تشكل مساراتنا في الحياة والمجتمع. تستخدم الأعمال الفنية مفهوم المتاهة كاستعارة للرحلة الشخصية والجماعية التي تتطلب التفكير النقدي والاختيار الواعي، مما يفتح آفاقًا للتأمل في العلاقة بين الفرد والمجتمع والعالم المحيط.
الأهمية الثقافية والتأثير المتوقع
لا يقتصر تأثير هذا المعرض على الجانب الفني فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الدبلوماسية الثقافية. من خلال استضافة أعمال فنية من فنانين سعوديين وعالميين، يساهم "بينالسور" في إثراء الحوار الفني وتقديم منظور فريد للفن المعاصر من منطقة الشرق الأوسط إلى العالم، وبالعكس. يعمل المعرض كمنصة حيوية للفنانين السعوديين لعرض أعمالهم على نطاق دولي، والتفاعل مع أقرانهم من مختلف الثقافات، مما يعزز تبادل الخبرات والمعارف. كما يتيح للجمهور السعودي فرصة للتعرف على أحدث الاتجاهات في الفن المعاصر العالمي، ويثري المشهد الفني المحلي. تُسهم مثل هذه الفعاليات الكبرى في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، عبر تطوير القطاع الثقافي وجعله رافدًا مهمًا للتنمية الشاملة وتعزيز مكانة المملكة على الخارطة الثقافية العالمية.
في الختام، يمثل انطلاق الدورة الرابعة لمعرض "بينالسور" في المتحف السعودي للفن المعاصر علامة فارقة في مسيرة الفن المعاصر بالمملكة، مؤكدًا على التزامها بدعم الإبداع والحوار الثقافي العالمي، وتقديم تجارب فنية غنية وملهمة للجمهور.



