هيئة المتاحف تفتتح النسخة الرابعة من بينالسور في المتحف السعودي للفن المعاصر بجاكس
افتتحت هيئة المتاحف السعودية مؤخرًا النسخة الرابعة من معرض "بينالسور" الدولي للفن المعاصر، وذلك في المتحف السعودي للفن المعاصر ضمن منطقة جاكس بالدرعية. يمثل هذا الافتتاح حدثًا ثقافيًا بارزًا يعزز مكانة المملكة كمركز رائد للفنون والثقافة على الساحة العالمية، ويقدم منصة فريدة لتبادل الخبرات الفنية بين الفنانين من مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا على التزام المملكة بدعم الحركة الفنية المعاصرة وتوفير مساحات للحوار الإبداعي.
خلفية عن "بينالسور" ودوره العالمي
يُعد "بينالسور" (Bienalsur) أحد أهم المعارض الفنية الدولية المتجولة التي تهدف إلى إرساء جسور التواصل الثقافي عبر الفن المعاصر. انطلق المعرض لأول مرة في عام 2017 من الأرجنتين برؤية فريدة تتمثل في ربط جنوب العالم بشماله، وتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية لتقديم الفن كمحرك للتفاهم العالمي. يعتمد "بينالسور" على شبكة واسعة من المؤسسات والمتاحف الفنية في عشرات الدول، مقدماً تجربة فنية فريدة تجمع بين الأعمال الفنية المبتكرة والقضايا المجتمعية والثقافية الملحة. يركز المعرض على فكرة "متحف في كل مكان" (a museum everywhere)، حيث تتوزع فعالياته في مواقع غير تقليدية ومتعددة، مما يجعله منصة مثالية للحوار الفني العالمي وتبادل الأفكار والرؤى بين الفنانين والجمهور من مختلف الخلفيات والثقافات.
- الهدف الرئيسي: تعزيز التنوع الثقافي والتعبير الفني الحر عبر الحدود الجغرافية.
- المنهج: تقديم رؤى جديدة حول القضايا المعاصرة من خلال أعمال فنية مبتكرة.
- التأثير: بناء شبكة عالمية قوية من الفنانين والقيمين والمؤسسات الثقافية.
- التجوال: يتميز بطابعه المتجول الذي يتيح له الوصول إلى جمهور أوسع في مدن ومواقع مختلفة حول العالم.
المتحف السعودي للفن المعاصر ومنطقة جاكس كحاضنة للفن
يستضيف المتحف السعودي للفن المعاصر هذا الحدث الهام، وهو مؤسسة ثقافية حديثة تقع في منطقة جاكس بالدرعية. هذه المنطقة، التي كانت في السابق مركزًا لوجستيًا وصناعيًا، تم تحويلها بذكاء إلى وجهة ثقافية وفنية مزدهرة. تضم جاكس اليوم استوديوهات الفنانين، وصالات العرض المتطورة، وورش العمل، والمرافق الثقافية الأخرى التي تدعم الإبداع والابتكار. يلعب المتحف دورًا محوريًا في المشهد الفني السعودي، حيث يسعى إلى دعم الفنانين المحليين والدوليين، وعرض الأعمال الفنية الحديثة التي تعكس التغيرات الثقافية والاجتماعية في المملكة والعالم. اختيار هذا الموقع لاحتضان النسخة الرابعة من "بينالسور" يؤكد على التزام المملكة بتطوير بنيتها التحتية الثقافية وتوفير بيئة جاذبة للمبدعين والجمهور على حد سواء، مما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الثقافي.
منطقة جاكس ليست مجرد موقع جغرافي، بل هي تجسيد لرؤية تحويلية تسعى إلى إثراء الحياة الثقافية وتوفير مساحات للتعبير الفني والابتكار، مما يعكس الديناميكية المتزايدة للمشهد الثقافي السعودي.
تفاصيل النسخة الرابعة وأثرها الثقافي
تتميز النسخة الرابعة من "بينالسور" بمشاركة مجموعة واسعة من الفنانين من مختلف الجنسيات والخلفيات الفنية، يقدمون أعمالًا فنية متنوعة تشمل النحت والرسم والتركيبات الفنية والفنون الرقمية والأداء. تركز الأعمال المعروضة على مواضيع عالمية ذات صلة مثل الهوية المعاصرة، والتحديات البيئية، والتحولات الاجتماعية، وتأثير التكنولوجيا على الحياة البشرية. هذه المواضيع تدعو الجمهور للتفكير والتأمل في القضايا العالمية المعاصرة من منظور فني. يهدف المعرض إلى:
- إثراء التجربة الفنية: إتاحة الفرصة للجمهور السعودي للتفاعل المباشر مع الفن العالمي المعاصر واكتشاف اتجاهاته المتنوعة.
- تعزيز الحوار: دعم الحوار الثقافي بين المملكة والعالم من خلال منصة فنية مشتركة.
- دعم الفنانين: تقديم أعمال الفنانين الناشئين والمعروفين إلى جمهور أوسع، مما يعزز مسيرتهم الفنية.
- إبراز التطور المحلي: تسليط الضوء على التطورات الفنية التي تشهدها المنطقة والمساهمة في تشكيل هويتها الفنية المعاصرة.
تأتي استضافة هذا المعرض العالمي ضمن جهود هيئة المتاحف الرامية إلى تعزيز دور المتاحف كمنارات للتعلم والإلهام، وكمراكز للتواصل الثقافي والفني. تلتزم الهيئة بتقديم تجارب ثقافية غنية ومتنوعة تسهم في بناء مجتمع حيوي ومزدهر، قادر على تقدير الفن والمساهمة في الحراك الثقافي العالمي.
الأثر والتطلعات المستقبلية للمشهد الثقافي السعودي
تمثل استضافة "بينالسور" في المتحف السعودي للفن المعاصر بجاكس خطوة استراتيجية ومهمة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في القطاع الثقافي. تهدف الرؤية إلى تحويل المملكة إلى وجهة ثقافية وسياحية عالمية، وتعمل على تعزيز حضورها على خريطة الفن العالمي. من المتوقع أن يساهم هذا المعرض في جذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما يعزز السياحة الثقافية ويساهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل. كما أنه يساهم في بناء صورة إيجابية للمملكة كدولة تحتضن الإبداع وتدعم التبادل الثقافي، وتفتح أبوابها للحوار الفني العالمي. تواصل هيئة المتاحف جهودها الحثيثة في تطوير قطاع المتاحف والفنون، مؤكدة على التزامها بتوفير بيئة محفزة للابتكار والتميز الفني، وتشجيع الأجيال الجديدة على الانخراط في المجالات الإبداعية.




