المكسيك: مصرع 28 شخصاً في انهيارات أرضية وفيضانات
أعلنت السلطات المكسيكية يوم الجمعة عن مقتل 28 شخصاً على الأقل وفقدان آخرين، وذلك نتيجة لسلسلة من الانهيارات الأرضية والفيضانات العارمة التي ضربت مناطق متفرقة في وسط وجنوب شرق البلاد. جاءت هذه الكارثة الطبيعية في أعقاب هطول أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق استمرت لعدة أيام، مما أدى إلى تشبع التربة وتدهورها في المناطق الجبلية، مسببةً دماراً واسعاً في الممتلكات والبنية التحتية.
تفاصيل الكارثة الطبيعية
وفقاً للمركز الوطني للوقاية من الكوارث، تركزت الأمطار الغزيرة بشكل خاص على ولايتي فيراكروز وبويبلا، وهما منطقتان معروفتان بتضاريسهما الجبلية الوعرة. تسببت شدة الأمطار في انهيار سفوح جبلية بأكملها في عدة قرى نائية، حيث طمرت الوحول والصخور عشرات المنازل، وكان معظم الضحايا من السكان الذين كانوا نائمين في بيوتهم. وأشارت التقارير الأولية إلى أن أحد أكبر الانهيارات وقع في بلدة جبلية صغيرة، مما أسفر عن غالبية الوفيات المسجلة.
جهود الاستجابة والإنقاذ
فور وقوع الكارثة، أطلقت الحكومة المكسيكية استجابة طارئة واسعة النطاق. وقد تم نشر فرق من الجيش المكسيكي والحرس الوطني للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة، والتي يواجه الوصول إليها صعوبات جمة بسبب الطرق المدمرة والظروف الجوية السيئة المستمرة. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في البلديات الأكثر تضرراً لتسهيل وصول المساعدات الفيدرالية والموارد اللازمة. وتشمل جهود الإغاثة الرئيسية ما يلي:
- إجلاء مئات العائلات من المناطق التي لا تزال معرضة لخطر الانهيارات الأرضية ونقلهم إلى ملاجئ آمنة.
- العمل على إزالة الأنقاض وفتح الطرق الرئيسية التي عزلت العديد من المجتمعات.
- توفير المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية للمتضررين.
- مواصلة البحث عن المفقودين باستخدام الكلاب البوليسية والمعدات الثقيلة.
حجم الأضرار والتأثير
تجاوزت آثار الكارثة الخسائر البشرية لتشمل أضراراً مادية جسيمة. فقد دُمرت مئات المنازل بالكامل أو لحقت بها أضرار بالغة، كما انقطعت خطوط الكهرباء والاتصالات عن مناطق واسعة. وتسببت الفيضانات والانهيارات في إغلاق عدد من الطرق السريعة الحيوية، مما شل حركة النقل وأعاق وصول المساعدات. وأعرب المسؤولون المحليون عن قلقهم بشأن التأثيرات طويلة الأمد على الاقتصاد المحلي، خاصة في المجتمعات الريفية التي تعتمد على الزراعة، حيث أتلفت السيول مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
السياق والمخاطر المتكررة
تعتبر هذه الكارثة تذكيراً بالمخاطر الطبيعية التي تواجهها المكسيك بانتظام خلال موسم الأمطار، والذي يمتد عادة من شهر مايو إلى نوفمبر. إن جغرافية البلاد، التي تجمع بين السلاسل الجبلية الشاهقة والمناطق الساحلية المنخفضة، تجعلها عرضة بشكل خاص للانهيارات الأرضية والفيضانات الناجمة عن الأعاصير والعواصف المدارية. وقد شدد خبراء الأرصاد الجوية على أن التغير المناخي قد يزيد من تواتر وشدة هذه الظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل، مما يستدعي تعزيزاً مستمراً لأنظمة الإنذار المبكر وتخطيط استخدام الأراضي للحد من الخسائر المستقبلية.





