فيضانات وانهيارات أرضية تودي بحياة 22 شخصًا في المكسيك
أعلنت السلطات في المكسيك يوم السبت أن ما لا يقل عن 22 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق وسط وجنوب شرق البلاد خلال الأيام القليلة الماضية. وأدت الأمطار، التي وصفت بأنها استثنائية، إلى فيضانات واسعة النطاق وانهيارات أرضية مدمرة، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة في عدة ولايات.

التفاصيل والتأثير المباشر
توزعت الوفيات في عدد من الولايات، حيث كانت ولاية فيراكروز من بين الأكثر تضررًا. وأفادت تقارير الحماية المدنية بأن معظم الضحايا لقوا حتفهم جراء انهيارات أرضية طمرت منازلهم، خاصة في المناطق الجبلية ذات الطبيعة السكانية الهشة. وفي حوادث أخرى، جرفت السيول العارمة عددًا من الأشخاص والمركبات، مما عقد عمليات البحث والإنقاذ. وتسببت الكارثة في أضرار جسيمة للبنية التحتية، حيث انقطعت الطرق الرئيسية والجسور، وعُزلت عشرات القرى والمجتمعات الريفية.
وفقًا للتقييمات الأولية التي أصدرتها المنسقية الوطنية للحماية المدنية، فإن الأرقام تشير إلى وضع خطير:
- مصرع 22 شخصًا على الأقل، مع استمرار البحث عن عدد من المفقودين.
 - إجلاء أكثر من 3000 شخص من منازلهم ونقلهم إلى ملاجئ مؤقتة.
 - تضرر ما يزيد عن 50 بلدية في ولايات مثل فيراكروز، وبويبلا، وأواكساكا.
 - انقطاع التيار الكهربائي وخدمات الاتصالات عن آلاف السكان.
 
خلفية الكارثة الطبيعية
تعود هذه الظروف الجوية القاسية إلى نظام منخفض الضغط قوي تمركز فوق خليج المكسيك، مما أدى إلى سحب كميات هائلة من الرطوبة وتفريغها على شكل أمطار غزيرة استمرت لعدة أيام. وتفاقمت شدة الكارثة بسبب الطبيعة الجغرافية للمناطق المتأثرة، حيث إن التضاريس الجبلية والتربة المشبعة بالمياه تزيد من خطر حدوث الانهيارات الأرضية. وتشهد المكسيك سنويًا موسم أمطار يمتد من شهر مايو إلى نوفمبر، إلا أن خبراء الأرصاد الجوية أشاروا إلى أن كمية الأمطار التي هطلت هذه المرة تجاوزت المعدلات الطبيعية بشكل كبير.
جهود الاستجابة والإنقاذ
فور تفاقم الأزمة، أعلنت الحكومة المكسيكية حالة الطوارئ في البلديات الأكثر تضررًا، وقامت بتفعيل خطة الطوارئ العسكرية، وهي آلية استجابة للكوارث يتولى فيها الجيش المكسيكي زمام المبادرة في عمليات الإنقاذ والإغاثة. وقد تم نشر المئات من أفراد الجيش والقوات البحرية والحرس الوطني للمساعدة في إجلاء السكان، وتوزيع المساعدات الإنسانية، وإزالة الأنقاض لفتح الطرق المغلقة. وتواجه فرق الإنقاذ تحديات كبيرة بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة، حيث أدت الانهيارات الأرضية إلى عزلها بالكامل.
من جانبها، تعمل فرق الحماية المدنية على مدار الساعة لتقييم الأضرار وتنسيق جهود الإغاثة على المستوى المحلي، مع التركيز على توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة للمتضررين. كما حثت السلطات السكان في المناطق المعرضة للخطر على البقاء في حالة تأهب قصوى واتباع تعليمات الإخلاء لضمان سلامتهم.
التداعيات المستقبلية والتحذيرات
على الرغم من تراجع حدة الأمطار في بعض المناطق، إلا أن هيئة الأرصاد الجوية الوطنية حذرت من أن التربة لا تزال مشبعة بالمياه، مما يعني أن خطر حدوث انهيارات أرضية إضافية سيظل قائمًا خلال الأيام المقبلة. وتعمل السلطات حاليًا على تقييم حجم الأضرار الاقتصادية، والتي يُتوقع أن تكون كبيرة، خاصة في القطاع الزراعي والبنية التحتية. وتثير هذه الكارثة مجددًا النقاش حول ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتطبيق معايير بناء أكثر صرامة في المناطق عالية الخطورة للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية المستقبلية.





