المنتخب الإماراتي يسعى لتحقيق حلم المونديال مستلهمًا تاريخه بعد غياب 35 عامًا
يخوض المنتخب الإماراتي لكرة القدم مواجهة مصيرية تترقبها الجماهير بشغف، وذلك في إطار سعيه الحثيث لتحقيق حلم العودة إلى بطولة كأس العالم 2026. بعد غياب دام 35 عامًا عن هذا المحفل الكروي الأبرز، يتسلح الفريق بتاريخه وإرثه الكروي العريق ليواجه تحديًا حاسمًا. هذه اللحظة الفارقة تأتي ضمن جولات التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، حيث يطمح الجيل الحالي من اللاعبين إلى نقش اسم بلادهم من جديد على الخريطة الكروية العالمية.

خلفية تاريخية وطموح العودة
تعود المشاركة الوحيدة للمنتخب الإماراتي في نهائيات كأس العالم إلى نسخة إيطاليا عام 1990، وهي لحظة لا تزال محفورة في ذاكرة الكرة الإماراتية. منذ ذلك الحين، بقيت آمال الجماهير معلقة على رؤية "الأبيض" يشارك مجددًا بين الكبار. الغياب الطويل لأكثر من ثلاثة عقود يضفي أهمية مضاعفة على كل خطوة يخطوها الفريق في هذه التصفيات، ويجعل من التأهل لنسخة 2026 – التي ستستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك – هدفًا وطنيًا يتجاوز حدود الرياضة.
إن مفهوم "التسلح بالتاريخ" يرتكز على استلهام الروح القتالية والعزيمة التي مكنت الجيل الذهبي عام 1990 من تحقيق إنجاز التأهل. لا يقتصر الأمر على مجرد تذكر الماضي، بل يتعداه إلى استخلاص الدروس من التجارب السابقة في التصفيات، وتوحيد الجهود لتحويل الطموحات إلى واقع ملموس. يمثل هذا الإرث حافزًا قويًا للاعبين الحاليين لتقديم أفضل ما لديهم وإثبات قدرتهم على مواجهة التحديات الكبرى.
المواجهة الحاسمة في التصفيات الآسيوية
تتجه الأنظار مساء الثلاثاء إلى ملعب جاسم بن حمد في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يخوض المنتخب الإماراتي مواجهة حاسمة ضد نظيره المنتخب القطري. تأتي هذه المباراة ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الرابع في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026. يعد هذا اللقاء مفصليًا في مسيرة الفريقين، ويحمل أهمية بالغة للمنتخب الإماراتي على وجه الخصوص، حيث قد يحدد مصيره في مشوار التأهل.
تتسم هذه المرحلة من التصفيات بتنافسية شديدة، حيث تسعى المنتخبات المشاركة للفوز بالبطاقات المباشرة المؤهلة للمونديال أو لضمان مقعد في مباريات الملحق القاري أو العالمي. يعتبر الأداء في هذه الجولات الأخيرة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفرق على التعامل مع الضغوط العالية والظروف التنافسية المعقدة، فكل نقطة، بل كل هدف، قد يكون له تأثير كبير على الحسابات النهائية وفرص التأهل التاريخية.
الآثار المترتبة على تحقيق حلم التأهل
يتجاوز الأثر المحتمل لتأهل المنتخب الإماراتي إلى كأس العالم مجرد المشاركة في فعالية رياضية دولية. إن تحقيق هذا الحلم سيكون له تداعيات إيجابية واسعة النطاق على عدة مستويات:
- تعزيز الهوية والوحدة الوطنية: تلتف الجماهير حول الفريق، مما يعزز الشعور بالفخر الوطني والوحدة.
 - تطوير قطاع كرة القدم: يوفر حافزًا كبيرًا للاستثمار في البنية التحتية الرياضية، برامج اكتشاف المواهب، وتطوير الأكاديميات الكروية على مستوى الدولة.
 - إلهام الأجيال الجديدة: يشكل قدوة للشباب والشابات، ويلهمهم لممارسة الرياضة والسعي نحو التميز.
 - رفع مكانة الإمارات عالميًا: يعزز الحضور الرياضي للدولة على الساحة الدولية، ويبرز قدرتها على المنافسة وتحقيق الإنجازات في المحافل الكبرى.
 
بذلك، فإن المباراة ضد قطر لا تعد مجرد لقاء كروي، بل هي محطة تاريخية في مسيرة منتخب يسعى لإعادة أمجاد الماضي وبناء مستقبل مشرق للكرة الإماراتية، مستلهمًا من تاريخه وحلم جماهيره.



